دبي, الامارات العربية المتحدة, 27 ابريل 2014, وكالات –
ايما دافي فتاة بريطانية تبلغ من العمر 24 عاماً، لم تتناول الطعام منذ عام، وتخوض حالياً معركة حياة أو موت ضد مرض فقد الشهية الذي أصابها منذ عمر الثامنة عندما وصفت مدرسة إحدى صديقاتها بـ”السمينة”. وباتت الطريقة الوحيدة لاستمرارها على قيد الحياة هي التغذية بالسوائل عن طريق أنبوب طبي.
سمعت إيما مُدرسة الرقص في مدرستها وهي توبخ صديقتها وتقول لها إنها لن تصبح راقصة أبداً بسبب زيادة وزنها. وجاء رد الفعل قوياً، حيث شرعت إيما في مراقبة ما تأكله، وتدريجياً خرجت الأمور من سيطرتها، وتوقفت عن تناول كميات الطعام الكافية، وتطور لديها أيضاً “الشره المرضي”، كما عانت من اضطرابات في الشخصية، وحاولت الانتحار 9 مرات، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
و”الشره المرضي” هو اضطراب انفعالي مرتبط بالرغبة في تشويه الجسد، ويتجسد في رغبة ملحة في فقد الوزن، مصحوبة بتناول كميات هائلة من الطعام تعقبها عمليات تقيؤ مستمرة.
وخلال العام الماضي تم إطعام إيما عن طريق أنبوب رغماً عنها، بعد أن رفضت تناول الطعام نهائياً.
والآن تحاول عائلتها أن تجمع تبرعات من أجل علاجها بقيمة مليون جنيه إسترليني قبل أن يكون الوقت متأخر جداً لاتخاذ هذه الخطوة.
ومؤخراً، نشرت الأسرة صوراً صادمة لابنتها المريضة من أجل نشر الوعي بمرض فقد الشهية.
وقالت الأم إنها لم تكن تعرف شيئاً عن مرض ابنتها حتى بلغت الثامنة عشرة من عمرها. وأوضحت أن الأم يمكن أن تشاهد ما تأكله ابنتها ولكنها لن تعرف أنها تقيأته فيما بعد
وتحدثت الأم عن اضطرابات ابنتها النفسية الناجمة عن معاناة مع مرض فقد الشهية لمدة 16 عاماً قائلة: “أحياناً كانت تبدو مختلفة، ويتجسد هذا في عينيها، وتصبح عنيفة وكأنها على وشك الهجوم علينا. ذات مرة اتهمتني بمحاولة قتلها واتصلت بالشرطة”.
ورغم أن إيما عانت من الشره المرضي حوالي 10 سنوات، إلا أن وزنها قبل سنوات لم يكن متراجعاً بدرجة تثير قلق الأطباء.
وقالت أختها (20 عاماً): “إيما في الواقع كانت تموت، لم تكن تشعر بأنها في حالة جيدة على الإطلاق، وشعرها كان يتساقط باستمرار”.
وتطوّعت إيما عام 2009 للعمل في ملجأ للأيتام في غانا، واستطاعت تغيير نظام تغذية التلاميذ هناك نحو اعتماد أكثر على البيض والخضراوات.
وذكرت الأم أن إيما كانت تعطي طعامها للأطفال في الملجأ، “وعندما عادت كانت أشبه بهيكل عظمي، ولم أستطع التعرف إليها في مطار لندن”.
وتابعت: “شعور مدمر أنك لا تعرف ابنتك. ظننت أن العالم أوشك على النهاية. كانت أشبه بهيكل عظمي وعظام وجهها مثل كهف وعينيها غائرتان”.
وفي العام التالي بعد عودتها من غانا اضطرت إيما إلى إلغاء كورس دراسي في إحدى الجامعات بسبب الغياب المستمر.
وفقدت إيما حالياً أكثر من نصف وزنها، وهي تضعف تدريجياً، وتقترب من الموت.
وقالت الأم إن العلاج يكلف حوالي 333 ألف جنيه إسترليني في العام، ونجاح العلاج يستلزم مواصلة عامين كاملين. وهي تأمل بجمع تبرعات تكفي للعلاج لمدة 3 أعوام.