ربما تكونون من الأشخاص الذين لا يحبِّون الاستيقاظ مبكِّرًا، ويودُّون لو أنَّهم يختبئون تحت أغطية فراشهم عند سماع أولى دقات المنبِّه؛ لأنهم يضيقون ذرعًا بسيناريو الأحداث اليوميَّة المملة، ففي صباح كل يوم يتعيَّن عليهم بعد النُّهوض من الفراش إعداد طعام الإفطار، ثم الذَّهاب إلى مكان الدِّراسة أو العمل، فعندما يدقُّ المنبِّه، يقفز شريط اليوم المشحون بالأحداث في مخيلتهم، ويبدو لهم كما لو كان عقبة لا نهائيَّة يتوجَّب عليهم تخطيها.

ولكن السُّؤال الذي يطرح نفسه: ما هي أسباب هذا المزاج المُعتل في الصباح؟

يجيب عن السُّؤال البروفيسور أخيم كرامر عالم البيولوجيا الزمنيّة بالمستشفى الجامعي “شاريتيه” في العاصمة الألمانية برلين قائلاً: “في موعد الاستيقاظ يكون الأشخاص غير المحبين للاستيقاظ مبكِّرًا لا يزالون في مرحلة النَّوم العميق، لذا فإنَّهم يعدّون أنَّ الاستيقاظ أمرًا شاقًا جدًا”.
ويرجع السبب في ذلك إلى تباطؤ ساعتهم البيولوجيَّة بعض الشيء، و يفرِّق عالم البيولوجيا الزمنيَّة كرامر بين نمطين من البشر، وهما: نمط طائر القُبرة، ونمط طائر البومة، ويقول: “طائر القُبرة ينشط في الصباح الباكر، بينما تواجه البومة صعوبة بالغة في الاستيقاظ مبكرًا”.

ويرجع انتماء شخص ما إلى هذا النمط أو ذاك إلى أسباب وراثيَّة، وأوضح كرامر أنَّه في حال نمط البوم تدق السَّاعة الداخليَّة على نحو أبطأ، لذا يستيقظ الأشخاص المنتمون لهذا النمط من تلقاء أنفسهم في وقت متأخِّر صباحاً، بينما يجلجل المنبه، يكون هؤلاء الأشخاص ما زالوا نائمين نومًا عميقًا، وبالتالي فإنهم يُنتزعون من نومهم نزعًا، وتكون النَّتيجة الحتميَّة لذلك هي الاستيقاظ بمزاج مُعتل.

لذلك ينصح الخبراء ببدء اليوم بالاستيقاظ بهدوء قدر المستطاع، ويقول أحد الخبراء الدارسين: “على الرُغم من أنَّ المنبِّه ذا الصوت المجلجل يُعد فعالاً في إيقاظ النائم، إلا أنَّه لا يساعد على الاستيقاظ بمزاج جيد”.
ويمكن أن تتم عمليَّة الإيقاظ من دون ضجيج على الإطلاق، وذلك عن طريق ما يُعرف باسم “المنبه الضوئي”، حيث يقوم الجسم بإيقاف إنتاج هرمون النوم الميلاتونين مع الضوء، لذا فإننا نستيقظ أوتوماتيكيًا، ويا حبذا لو تتضافر جهود المنبه الضوئي مع منبه بالراديو أو بالموسيقى، فهذا من شأنه الاستيقاظ بمزاج جيد.

كما تنصح شونيرت هيرتس بالنُّهوض من الفراش تدريجيًا بدلاً من النُّهوض بشكل فجائي، حيث تقول :”تمرغ في الفراش كالقطَّة، ومدد جسمك بأكمله، فهذا من شأنه تنشيط المخ”.
وبعد ذلك يكون من المفيد فتح نافذة الغرفة لاستنشاق هواء منعش؛ لتعزيز عمليَّة تدفق الدم، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ ضوء النَّهار السَّاطع يساعد على الاستيقاظ. وأضافت شونيرت هيرتس: “إذا كان الظلام لا يزال يلف السَّماء في الصَّباح، فيعمل مصباح ضوء النهار على توفير “قيمة اللُكس”، والتي تعني معدل تعرُّض الإنسان لكميَّة الضوء الضرورية للاستيقاظ، وكلما كان الضوء لبني اللون، كان تأثير الإيقاظ أفضل”.
ويلتقط كرامر طرف الحديث، ويقول: “على الجانب العكسيّ، تقوم البومة بحجب الإضاءة في المساء كي تشعر بالتعب، ومن ثم تخلد للنوم”.

ويُنصح ببدء اليوم بأخذ حمام بارد أو الاكتفاء بسكب الماء البارد على بعض أجزاء من الجسم، حيث سيشعر المرء بالانتعاش والنَّشاط.
سيدتي