أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (the guardian)
لطالما كانت التغطية الصحفية في الصين صعبة على مر التاريخ، لكن بكين تستخدم الآن الصحفيين للانتقام من الحكومات التي لا تتفق معها، وفي ظل حكم الحزب الشيوعي الصيني، يتزايد العداء ضد الولايات المتحدة وأستراليا ودول أخرى، ما أدى لتدهور وضع الإعلام داخل الصين بشكل ملحوظ.
في تقرير لصحيفة الغادريان، ألقت الضوء على أزمة الصحافيين في الصين، حيث أشارت لأزمة المراسلين الأستراليين، حين تلقى بيل بيرتلز في بكين ومايك سميث في شنغهاي طرقًا تحذيرات من عناصر أمنية صينية، لإبلاغ الصحفيين باستجوابهم بشأن مسألة تتعلق بالأمن القومي في حال قرروا مغادرة الصين، مع فرض حظر الخروج.
هذا الاستجواب الذي وُصف بالأمن القومي، أثار مخاوف من خرق الصين لاحترام حرية الصحافة الأجنبية، حيث أصبحت على استعداد ليس فقط لطرد الأشخاص، ولكن أيضًا لاستخدامهم كورقة مساومة في دبلوماسية الرهائن.
ووصف تقرير الغارديان أن إبقاء الصحفيين الأجانب في الصين ضد إرادتهم يمثل تصعيدًا كبيرًا لاعتداء الحكومة المستمر والمتواصل تجاه الحريات الإعلامية.
ويُعد حظر الخروج إجراءاً واسع الانتشار تستخدمه بكين لمنع الأشخاص – غالبًا المحامين والمعارضين – من مغادرة الصين، لكن استخدامها ضد الصحفيين الأجانب يمثل تصعيدًا كبيرًا.
أزمة بكين مع الإعلام تظهر بوضوح، حيث تم طرد 17 صحفياً من البلاد خلال النصف الأول من عام 2020 فقط، بما في ذلك صحفيون يعملون في وسائل الإعلام الأمريكية مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست وصحيفة وول ستريت جورنال، كما تم تبليغ عديد من الصحفيين الأمريكيين إنهم لا يستطيعون تجديد بطاقاتهم الصحفية.
وقبل أسابيع فقط، تم اعتقال واستجواب مراسلة من صحيفة لوس أنجلوس تايمز أثناء محاولتها رصد احتجاجات في منغوليا.
فيما يشير نادي المراسلين الأجانب في الصين إن بكين تستخدم التأشيرات للصحفيين كسلاح لم يسبق له مثيل.
ووفقا للتقرير، فإن خبراء أشاروا بوجود سببين يقودان نهج بكين الجديد، أولهما هو الانتقام، حيث تدعي بكين بوجود تعنت تجاه الصحفيين الصينيين بالولايات المتحدة. والسبب الثاني عدم تسامح شي جين بينغ المتزايد مع وجود الصحفيين الأجانب.
ويتضمن التقرير السنوي لعام 2019 الصادر عن لجنة الاتصالات الفيدرالية الفيدرالية (FCCC) عشرات الروايات من مراسلين عن الترهيب والعنف والمراقبة في الميدان، حيث قالوا إن 70٪ من المراسلين أبلغوا عن إلغاء أو سحب المقابلات الإعلامية، لأسباب يعتقدون أنها مرتبطة بالسلطات.
كما أورد التقرير إن من أجريت معهم المقابلات ممن تحدثوا إلى المراسلين تعرضوا لخطر الانتقام من السلطات الصينية، بما في ذلك الاحتجاز والاستجواب وحظر الخروج.
ويبدو جلياً أن الصحفيين الأجانب يشكلون هاجسا للصين حين يتحدثون بما تعجز عنه الصحافة المحلية، مثل رصد الانتهاكات في شينجيانغ، وقضايا الفساد في الرتب العليا بالحزب الشيوعي، والتدخل غير القانوني دوليًا في هونغ كونغ، وكذلك زيادة المراقبة على حياة الصينين، وأيضاً محاولة التستر على تفشي فيروس كورونا.