أخبار الآن | شايار – شينجيانغ (أ ف ب)
كشفت صور حللتها وكالات أنباء بالتعاون مع منظمة “ارثرايز الاينس”، ومقرها واشنطن، حوالي أربعين مقبرة للإيغور تمت تسويتها بالأرض اعتباراً من العام الماضي في هذه المنطقة.
تدمير قبور شينجيانغ ليس أمراً جديداً. فقد كشفت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية عن عمليات تدمير عمرها أكثر من عشر سنوات.
لكن العمليات التي جرت في السنتين الأخيرتين هي الأكثر فداحة لأنها ترافقت مع تدمير نحو ثلاثين مسجداً ومواقع دينية أخرى كما كشف في حزيران/يونيو تحقيق أجرته فرانس برس بناء على صور أخرى التقطت بالأقمار الاصطناعية.
في أكسو بغرب المنطقة، تحولت مقبرة إلى “حديقة للسعادة” تضم بحيرة اصطناعية وألعاباً للأطفال وغيرها. وكان الإيغور يقدسون هذا الموقع الذي كان يضم ضريح أحد أهم شعرائهم في القرن العشرين لطف الله مطلب.
وقال إلشاد كوكبور الذي زار المكان في تسعينات القرن الماضي ويعيش حالياً في الولايات المتحدة إن المكان كان أشبه “بملاذ للوطنية الإيغورية”.
ولم يعرف مصير رفات مطلب. وذكر مسؤول في مقبرة أخرى نقلت إليها الجثامين في منطقة صناعية في وسط الصحراء أنه لا يعرف أي شيء عن ذلك. وتعذر الاتصال بسلطات أكسو للرد على أسئلة فرانس برس.
وصرح عزيز عيسى الكون الناشط المقيم في بريطانيا ان “الحكومة الصينية تسعى لتدمير كل مشاعر الانتماء إلى هذه الأرض لدى الأويغور”. وكان قبر والده احد الأضرحة العديدة التي دمرت في مقابر شايار.
وتابع أن المقابر هي “مكان صلة بين الجيلين القديم والجديد وهذا ما يقومون بتدميره”.
وخلال تحقيقهم المصور الذي أجروه في أيلول/سبتمبر الماضي، زار ثلاثة صحافيين من فرانس برس نحو عشر مقابر مدمرة في أربع مناطق، وثلاثة مواقع جديدة تمت إعادة دفن الرفات فيها.
وتابعت السلطات بشكل شبه دائم الصحافيين الثلاثة. وفي مقبرة قديمة في شايار، كانت مجموعة من أحد عشر شخصا تراقبهم وبعضهم أوضحوا لهم ان هذا الدمار هو حطام منازل قديمة وأفران خبز وأكوام رمل في الواقع.
وحتى أمام العظام المبعثرة رفض الموظفون الإقرار بالواقع.
وقال أحدهم “إنها عظام أطول من أن تكون بشرية”، ووضع عظمة فخذ أمام ساقه للمقارنة. وأكد خبراء لفرانس برس أن العظام التي تم تصويرها هي بشرية بالتأكيد.
ويترافق ذلك خصوصاً مع إقامة مراكز “للتأهيل المهني” يتم إدخال الأويغور إليها لأسباب بينها وضع حجاب أو إطلاق اللحية.
وفي وثائق داخلية اطلعت عليها فرانس برس العام الماضي، يوضح موظفون أن هذه المراكز ستحول الأويغور إلى مواطنين صينيين صالحين “من خلال قطع نسلهم وجذورهم وصلاتهم وأصولهم”.
ويعتبر ناشطون إيغور في المنفى ان ذلك يبرر سبب استهداف المدافن.
يقول صالح هدايار الذي يؤكد أن ضريح أجداده دمر “يندرج ذلك في هجوم يرمي الى محو أي أثر لأصولنا وتحويلنا إلى اتنية الهان” التي تشكل غالبية في الصين.
ويضيف “لهذا السبب يدمرون كل هذه المواقع التاريخية وهذه المدافن لفصلنا عن تاريخنا وآبائنا وأجدادنا”.
وفي مقبرة للمسلمين في شمال غرب الصين، تبدو عظام مبعثرة بين آثار سلاسل معدنية لجرافات لم تراع أي تفاصيل عندما قامت بمحو اي علاقة بين الأويغور وذكرى أمواتهم.
وعلى سفوح تلال شايار تنتشر قبور تحولت إلى أكوام من حجارة الآجر في كل مكان.
يتكرر هذا المشهد في أكثر من عشر مقابر زارتها وكالة فرانس برس الشهر الماضي في اقليم شينجيانغ المنطقة ذات الغالبية المسلمة التي تفرض بكين سيطرتها عليها بقوة. وقد لاحظ الصحافيون وجود عظام مبعثرة في ثلاث مقابر على الأقل.
وباسم مكافحة النزعة الإنفصالية والإرهاب الإسلامي، عززت بكين بشكل كبير إجراءات المراقبة في شينجيانغ منذ حوالى سنتين.
وتستهدف هذه الحملة خصوصاً الإيغور البالغ عددهم نحو عشرة ملايين ويشكلون أكبر اتنية في المنطقة. وتقول منظمات حقوقية إن حوالى مليون منهم وضعوا في معسكرات لإعادة التأهيل.
وتنفي بكين هذا الرقم مؤكدة أن هذه المعسكرات هي “مراكز لإعادة التأهيل المهني” تهدف إلى مكافحة التطرف الإسلامي.
لكن استعادة السيطرة بالقوة تشمل أيضاً الأموات.
مصدر الصورة: AFP
اقرأ المزيد:
واشنطن تضع 28 منظمة صينية على اللائحة السوداء على خلفية انتهاكات بحق الإيغور