التمريض، مهنة لا تقل أهمية عن الطب، وتخصص صحي يتطلب كسواه من العلوم الطبية المعرفة َ والمهارةَ ومحكوم بقوانين واداب خاصة تنظم العمل به، وعلى الرغم من ان التمريض يعد بمثابة العمود الفقري لمراحل العلاج والعناية بالمريض، يعزف الكثير من المقبلين على مراحل التعلم الجامعي خوض غمار التمريض كتخصص ومهنة لأسباب عدة منها طبيعة النظرة الاجتماعية لمهنة التمريض، ربيع أبو حسان زار مستشفى القرهود الخاص في دبي وعاد بهذا التقرير
كلمات تخفف الألم، ترفع الروح المعنوية عند المريض، كلمات تنم عن فن في التعامل والتخاطب مع المرضى والسعي نحو الأخذ بايديهم إلى الشفاء، إنها مهنة الرحمة، مهنة البذل والعطاء لراحة المريض، التمريض، مهنة يؤثر الممرض فيها مستغلا مهاراته في العطف والرحمة والإنسانية ما استطاع سبيلا، ويتأثر بها خبرةً وأداءً ورقيّاً في مستوى المهنة، وأحيانا، يتأثر بمهنته إلى حد البكاء.
التمريض مهنة شاقة، تتلخص في الرعاية الطبية العاجلة التي يوفرها الممرض للمريض، هنا نرى مريضة توشك دخول غرفة العمليات، لا شك أن غرفة العمليات لوحدها كلمة كفيلة بإثارة الخوف في نفس المريض، ولعل كلمات الممرض الدواء الأنجع لبث الطمأنينة في نفوس المرضى، الممرضة تطمئن المريضة، ترافقها إلى غرفة العمليات، بالتأكيد لن يشرع الطاقم الطبي بالعملية دون الممرضة، لكنها لن تدخل قبل أن تمر بمراحل التحضير اللازم لولوج غرفة العمليات، مراحل منظمة تبدأ بلباس الممرض، ثم التعقيم الذي يستمر لما لا يقل عن خمس دقائق، وينتهي بارتداء الكفوف الطبية المعقمة، وفي الداخل، تقوم الممرضة بتوفير الأدوية والمعدات اللازمة للعملية، وذلك بعد تزويد الطبيب بتقرير مفصل عن حالة المريض.
وعلى الرغم من أن التمريض وظيفة مبنية على أساس من العلم والخبرة، ثمة أسباب تقف وراء عزوف الطلبة عن دراسة مهنة التمريض والعمل بها، منها طبيعة النظرة الاجتماعية لمهنة التمريض.
إذا فالممرض هو المسؤول عن الرعاية الدائمة للمريض، يتأكد من تلقي المريض العلاج الذي وصفه الطبيب، يضع المريض تحت الرقابة الطبية المتواصلة، يطلع الطبيب بأي تغير يطرأ على صحة المريض البدنية أو العقلية، أو أي آثار جانبية تؤدي إليها الأدوية، هو مدرب على فهم احتياجات المريض وكيفية منحه الدعم النفسي والتشجيع بالإضافة إلى الرعاية البدنية، ولديه من الوقت ما يسمح بطمأنة المريض وتخفيف قلقه والامه.