أخبار الآن| ريف إدلب – سوريا (معاذ الشامي)

بغصة في قلبها تستقبل أمّ محمدٍ رمضانَها الأولَ بعيدةً عن  ثلاثة من أبنائها وأهلها ومدينتها، التي هُجِّرِت منها مع مئات الأسر ضمن دفعات المهجرين قسراً من ريف دمشق، إلى مناطق الشمال السوري، لتكون هذه الغرفةُ الصغيرةُ، في أحد مراكز الإيواء في إدلب، المأوى الجديدَ لها ولأطفالها، فالغرفة هذه صارت مكاناً لطهو الطعام والغسل والنوم، وقضاء الحوائج اليومية في آن واحد.

تقول أم محمد وهي مهجرة من دمشق: بإعتبارنا في رمضان، ولو أن الأجواء مختلفة، لكن العون على الله، سأطهي لعائلتي المعكرونة والبندورة، وأنا أطهو الطعام على نار الكاز (البابور)، في السابق كان الغاز موفراً أما الآن لا، وكما تشاهد في هذه الغرفة أطبخ وأغسل و أنام فيها، فرمضان هذا ليس كسابقاته، كنا بالسابق بين أهلنا.

على الحدود السورية التركية ثمةَ فصلٌ جديدٌ من معاناة المهجرين، حيث يعيش أبو خالد في هذه الخيمة الجماعية، مفصولاً عن زوجه وأطفاله الذين يمكثون في خيمة نسائية مجاورة.

حُرِمَ أبو خالد بهجةَ الإفطار الرمضانية مع عائلته لأول مرة، وبات اجتماعُ أفراد أسرته على مائدة واحدة حلماً يمني النفسَ به.

يضيف أبو خالد الزهراوي أحد المهجرين من حي القابون: أصبح عمري 63 عاماً، طيلة عمري لم أعش رمضان خارج سوريا أو خارج بلدي أو حارتي، وضعنا مأساويٌ للغاية، فصلوا الرجال عن النساء، إذا أراد أحدنا رؤية زوجته يجب أن يبعث طفلاً ليخبرها، الحال نفسه بالنسبة لأولادنا.

من نجا من قصف النظام و حلفائه في دمشق وريفها، أضحى اليومَ في مواجهة قسوة النزوح في خيام أقيمت على عجل في ريف إدلب، إذ تزامن قدومُ معظم هذه الأسر إلى مراكز الإيواء، مع دخول شهر رمضان، يضاف إلى ذلك شحُ المساعدات الغذائية بسبب تدفق المهجرين في الآونة الأخيرة.

من جانبه يقول سامر العدنان أحد المهجرين من ريف دمشق: نحن في رمضان و كل إنسان يحبذ أن يكون بين أهله و أسرته على المائدة، أنا شخصياً أتمنى أن أجلس للإفطار مع زوجتي وأولادي، لا يسمح لنا الوضع الراهن، نحن تعبنا بقدر ما هجرنا، يجب أن يشعر الناس بنا، على مدار خمس أو ست سنوات تعبنا كثيراً وخرجنا من ديارنا مكرهين، لقد أعتقل النظام نساءنا لكي يجبرنا على الخروج.

مهجرون من دمشق وحمص، جمعتهم المأساةُ، وفرضت عليهم العيشِ في خيمة تكاد لا تلبي أبسطَ حاجاتهم، بل لا تقيهم حرَ الشمس في شهر الصيام.

إقرأ أيضاً
سوريا الديمقراطية تسيطر على قرى شرق وغرب الرقة

قوات النخبة السورية تحرر قرية الأسدية وتصل مدخل الرقة الشمالي