أخبار الآن | ادلب – سوريا (أحمد أمين)
يعتمد إنتاج الزيتون ومشتاقته في سوريا بشكل أساسي على محافظة إدلب قبل الثورة، مؤَمِنةً بذلك حاجة البلاد من زيت و زيتون وما يستخرج من هذه الشجرة.
لكن قدسية هذه الشجرة عند الإله والبشر لم تشفع لها، لتبقى في صراع مباشر مع المعضلات، كالقصف وقلة الخدمات، وهذا ما أثر بشكل كامل على الحالة المادية للأسر التي تعتمد على عوائد مواسمها من الزيتون بالدرجة الأولى.
لم تستثن نار الحرب أيَّ شيء هنا، بشراً وحجراً وشجراً، مزارع الزيتون لم تتمكن من النأي بنفسها، فأحالتها حمم الأسد ومن بعده بوتين، رماداً وقفاراً.
يعد زيت الزيتون، مصدرَ دخل أساسي لكثير من سكان ريف إدلب الشمالي، ولعل كثرةَ مزارع الزيتون هنا، كانت سببا في أن توسم إدلب بالخضراء، إذ يبلغ عدد أشجار الزيتون في المحافظة حوالي ثلاثة ملايين شجرة.
إقرأ: أزمة مياه في دمشق.. إثر قصف النظام على وادي بردى
ومع دخول الثورة عامها السادس تدخل شجرة الزيتون عاما آخر من المعاناة والصعوبات، التي باتت تهددها بالإندثار، كالقصف وما ينتج عنه من إحتراق مزارع زيتون بأكملها، بالإضافة إلى نزوح أهل القرى ولجوء بعضهم إلى خارج البلاد.
قال المزارع قصي سرحان ثمة قصف حتى على مزارع الزيتون، فعالئلة كاملة قضت بقصف على أحد كروم الزيتون، والآن الطائرة بالسماء، ورغم ذلك الناس مضطرة أن تجني موسمها، لأنها لا تملك مصدر آخر تعيش منه، مضطرة تتابع قطاف الموسم بقصف أو من دونه.
معاصر الزيتون وعلى كثرتها توقفت، بسبب تردي الأوضاع الأمنية بالمحافظة، بالإضافة لصعوبة جلب قطع الصيانة والمواد الأولية من مناطق النظام، وما تبقى من معاصر تعمل بشروط تقاسم المزارع على موسمه، بسبب غلاء أسعار المحروقات والأيدي العاملة، في ظل ظروف إقتصادية صعبة تعانيها المناطق المحررة.
صالح بكور مدير معصرة زيتون قال: بسبب غلاء أسعار المحروقات والأيدي العاملة وبسبب عدم تواجد المواد الأولية في مناطقنا، فنحن نجلبها من مناطق سيطرة النظام، بسبب ما سبق مضطرون لرفع الأجور على عملية عصر الزيتون، و أيضاً ثمة مشكلة بالتجمع أمام المعصرة، فنحن نقوم بتحديد مواعيد للمزارعين ليجيؤوا للمعصرة خشية القصف على المعصرة، كل هذه الأسباب تسببت بتوقف الكثير من المعاصر.
كل تلك المفرزات التي نتجت عن الحرب، دفعت بكثيرين لقلع أشجار الزيتون و تصيِّيرها للتدفئة، أو بيعها حطباً بسبب تردي الأوضاع المادية و إنعدام مصادر الدخل في بلد يعيش الحرب على مدار السنة.
إقرأ أيضاً:
خروقات النظام لإتفاق وقف إطلاق النار بإدلب ودمشق وحماة ودرعا