يدير شبان فلسطينيون مزرعة مجتمعية بالضفة الغربية بـ فلسطين.. شوندر (بنجر) وخس وبصل.. بعض خضروات الموسم التي تنتجها مزرعة أُم سليمان المجتمعية التي تديرها الفتاة الفلسطينية يارا دواني (28 عاماً).
هذه المزرعة عبارة عن مزرعة مجتمعية مساحتها 14 دونماً، وتنتج خضروات عضوية موسمية وفاكهة وأعشاب، وتقع في قرية بلعين بالضفة الغربية.
تعمل المزرعة بنظام الاشتراك الموسمي الذي يتلقى بموجبه المشتركون خضروات وفاكهة طازجة أسبوعياً في منازلهم مقابل المبلغ المتفق عليه.
وأوضحت يارا، مديرة مزرعة أٌم سليمان، ذلك قائلة “مزرعة أم سليمان بلشت كمزرعة مدعومة مجتمعياً في منطقة بلعين، الزراعة المدعومة مجتمعياً هي الزراعة اللي بتوصل المزارع مع المستهلك بشكل مباشر، فعندنا مشتركين بالموسم اللي بيسجلوا معنا وكل أسبوع بناخد لهم سلة من الخضار العضوية الموسمية، والمزرعة بلشت بتماني مشتركين فقط، واليوم عندنا أكثر من تقريباً خمسة وعشرين مشترك اللي بياخدوا منا خضار وأعشاب على مدار الموسم”.
ويضمن نموذج الزراعة المجتمعية وجود علاقة مباشرة بين المزارع والمستهلك وهو ما يضمن أيضاً للمزارعين الذين يعملون في الأرض ربحاً اقتصادياً مقبولا.ً
وقالت شروق قواريق، المتطوعة بالعمل في المزرعة، “مشروع أهم إشي فيه إنه بيرجع بيعتمد على الزراعة كمصدر أساسي للدخل، ومشروع بأراضي محررة بمنطقة الناس ممكن ما تشوف إنه فيها أمل للواحد يعمل مشروع كبير، بس بالعكس ممكن ينتج وممكن يستصلح وممكن يطلع خضراوات من أحسن، باتخيل إنه إحنا بنطلع أحسن خضرة بكل فلسطين”.
وأسس هذه المزرعة كل من محمد أبو جياب ومهاب العلمي في 2016، وقدم لهما الأرض أبو علاء منصور، وهو من سكان بلعين، ليستفيدا من زراعتها.
وتقع أرض المزرعة ضمن المنطقة سي أو (ج) في الضفة الغربية، ولا يُسمح باستخدام هذه الأرض إلا في الزراعة فقط ويُحظر البناء عليها.
مزرعة مجتمعية.. رسالة للفلسطينيين
وقالت يارا دواني “كمان رسالتنا إنه كشعب فلسطيني إذا ما بنقدر نكون مستقلين بحالنا من ناحية الغذاء اللي هو أهم إشي، صعب نفكر باستقلال حقيقي أو تحرر حقيقي لإلنا. فالزيادة على الغذاء، على البذور تعتنا، على الأرض وحمايتها من المصادرة واستصلاحها مش بس إنه نحمي الأراضي ونقعد فيها، إنه ننتج فيها، تكون إشي منتج، مش مستهلك”.
ويعمل في المزرعة شاب فلسطيني يدعى أنس سلعوس، وقد تحدث عن تجربته ورؤيته للعمل في المزرعة قائلاً “لقيت إنه فعلياً الحرية بتكون إنك أنت تنتج من أرضك وإذا بتبلش أبدر أنت بتكسب أكثر من العمر، زراعة شجرة السنة هاي بتعرفش كيف الأيام بتمر، كمان سبع سنين بتلاقي إنك أنت بلشت تنتج، وإشي دخل ممكن أنت تستقل فيه مادياً، ففيه عندنا استهانة بالدخل إللي بييجي من الزراعة لكن إذا تم دراستها، دراسة جدواها، فهي جداً مُجدية. كما إنه فيه إلها عوائد مش مالية، وجودي بالطبيعة خارج هاي الأزمة اللي بتختنق فيها المدينة، هذا بالنسبة لي عائد كبير، فباشجع طبعا الشباب ييجوا”.
ومن بين مساحة المزرعة التي تبلغ 14 دونما، تزرع دواني وباقي زملائها حالياً خمسة دونمات فقط ويأملون في توسيع المساحة المزروعة وإضافة تربية أغنام وماشية للمشروع مستقبلاً، وقد دشن الفريق في الآونة الأخيرة حملة تمويل جماعي لمساعدتهم على التوسع.