بمجرد أن تشير عقارب الساعة إلى الرابعة عصراً، يرتدي أسامة عاطوفي بذلته الرياضية و حذاءه، قاصداً ملعب كرة القدم الجديد في حي سيدي مؤمن في الدار البيضاء بالمملكة المغربية.
يتكون هذا المكان من ملعبين لكرة القدم وفضاء شاسع لممارسة رياضة الجري والمشي. وتم إنشاؤه مكان مكب للنفايات كان يعرف باسم “مزبلة ميريكان سيدي مؤمن”.
وفي تغيير جذري للمكان، تحول قبل عشر سنوات إلى ملعب رياضي وحدائق. وقبل أسبوعين، افتتح ملعب ثانٍ أمام فئة الشباب البالغين من أبناء المنطقة. ويتميز بوجود مصابيح إنارة تمكن من إجراء مباريات مسائية و مساحة مؤهلة لضم 12 لاعبا .
أثناء توقفه لدقائق لأخذ استراحة قصيرة ومواصلة رياضته المفضلة، قال أسامة لمراسلة “تطبيق خبّر “ الميدانية في الدار البيضاء هدى لبهالة، إن هذا الفضاء الذي تم إحداثه مؤخراً، أضاف الشيء الكثير بالنسبة له.
أوضح عاطوفي أنه عاد بإمكانه ممارسة رياضته خلال ثلاثة أيام أسبوعياً ومجاناً، دون الحاجة إلى التنقل نحو وجهات بعيدة، كانت تكلفتها المادية تقيد رغبته القوية في الرياضة، فيكتفي بممارستها مرة واحدة في الأسبوع،
وأضاف أن الملعب الثاني المخصص للشباب البالغين سمح له بإجراء مباريات لكرة القدم رفقة أصدقائه، خاصة يوم السبت والأحد تزامناً مع عطلة نهاية الأسبوع في المغرب.
كما أشار أسامة عاطوفي إلى أن هذا الإنجاز أنقذهم من حوادث السير التي كانوا عرضة لها في السابق خلال لعبهم كرة القدم بمحاذاة الشارع العام، الذي كان الخيار الوحيد أمامهم في غياب المرافق الرياضية والفضاءات العامة.
وأعرب عن ارتياحه لتخلصهم كذلك من ضجيج السيارات والدراجات النارية، وصار بإمكانهم إجراء مباريات ودية أو الركض والمشي لساعة أو أكثر في الهواء الطلق بأمان أكبر.
بابتسامة عريضة خبأت بين ثناياها 70 سنة من العمر، صرح آيت الطالب الحسن، لمراسلة “تطبيق خبّر”، أنه أخيراً أصبح بمقدوره ممارسة رياضة الجري بحرية أكثر، وبمعدل مرتين أسبوعياً ما يجعله دوماً بصحة جيدة بالرغم من تقدمه في السن.
وأبدى الحسن، في ذات السياق، إعجابه بالخطوة التي اتخذت من أجل استغلال مساحة هذا المكان وفتح المجال أمام سكان المنطقة وأبنائهم لقضاء بعض الوقت خارجاً، وممارسة رياضة المشي أو الجري أو لعب كرة القدم.
كما أعرب عن ارتياحه لقيام السلطات بدفن ماضٍ أسودو ومعاناة لم تنتهٍ إلا بعد إزالة مكب النفايات “مزبلة ميريكان سيدي مؤمن”، الذي خلف عقداً نفسية وأمراضاً صحية بسبب الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والكلاب الضالة.
ولفت الحسن النظر إلى أن السكان المطلين على مطرح النفايات كانوا يعمدون إلى إغلاق نوافذ منازلهم باستمرار، لكنهم الآن أعادوا فتحها منذ سنة 2011، وقاموا بطي صفحة من الماضي على أمل أن يستغل هذا الفضاء بإضافة حديقة عمومية ومرافق رياضية أخرى.
تجدر الإشارة إلى أنه قبل أن تشرق شمس هذا الفضاء الرياضي الذي يتخذ شكل هضبة، كانت مساحته المقدرة ب 5 هكتارات مخصصة منذ سنة 1970 إلى غاية 2011 لرمي نفايات بعض الشركات والمصانع والمطاعم. كما كانت تقصده أيضا شاحنات رمي النفايات التابعة للمناطق السكنية المجاورة.
وظل لسنوات طويلة النقطة المظلمة بسيدي مومن، لكنه اليوم يضم ملعبين الأول أنشئ منذ سنتين وخصص للأطفال الصغار، والثاني تم افتتاحه خلال الأسبوعين الماضيين أمام فئة الشباب البالغين من أبناء المنطقة. ويتميز بوجود مصابيح إنارة تمكن من إجراء مباريات مسائية ومساحة مؤهلة لضم 12 لاعبا.
وإلى جانب محبي الرياضة، فإن مطرح النفايات سابقاً والذي لا يزال يبحث عن اسم بديل يليق بتغيير وظيفته القديمة، يعتبر وجهة مفضلة لمعظم قاطني الحي وما جاوره من الأحياء القريبة، ولقاء النساء فيما بينهم لتبادل أطراف الحديث ولعب أطفالهن بعيداً عن أسوار المنازل.