أخبار الآن | أنطاكيا – تركيا (جمال الدين العبد الله)
شهر رمضان الكريم الذي ينتظره العالم الإسلامي بفارغ الصبر، ويعدون له المؤن والتجهيزات قبل شهر من قدومه، قد يكون اليوم على بعض السوريين صعباً بعض الشيء، وخاصة المناطق الساخنة في سوريا، واللاجئين في دول الجوار، كاللاجئين السوريين في تركيا.
حيث اضطرت العديد من العوائل إلى اللجوء لتركيا بسبب استخدام قوات الأسد وحلفائه شتى أنواع السلاح وتشريدهم، وخلال إقامتهم في تركيا، وخاصة حديثي العهد فيها، بدأ قبل قدوم شهر رمضان بشهر، بتوفير المال لشراء الحاجيات الرئيسية، والمؤن الضرورية.
التقت أخبار الآن مع "أبو فؤاد" أحد السوريين المقيمين في مدينة أنطاكية التركية حول تحضيره لشهر رمضان الكريم: "أعمل يومياً منذ الساعة الثامنة صباحاً وحتى السابعة صباحاً، على مبلغ لا يتجاوز 800 ليرة تركية "250 دولارا أمريكيا"، بالإضافة إلى ولديَّ اللذان يعملان بما مجموعهما 700 ليرة شهرياً. أقوم يومياً ومنذ شهر بشراء بعض المواد التموينية التي نحتاجها، كي لا تكون علينا عبئاً في شهر رمضان".
المعارضة السورية تقترح هدنة على مستوى البلاد في رمضان
ويضيف "أبو فؤاد": "بالنسبة لدوامنا الطويل، قد يُخفف في شهر رمضان لنعود قبل الإفطار إلى منازلنا، ولكن لا يزال العمل مرهقاً، ولا سبيل لدينا إلا العمل لتأمين لقمة العيش، وقد تقوم بعض المنظمات الإغاثية بتوزيع السلال التموينية على اللاجئين السوريين في أنطاكيا".
رمضان فرصة للعمل
لشهر رمضان المبارك طقوس خاصة، ومواد خاصة لا تُباع إلا في فترة الصيام، وهذا الذي يُساعد العديد من السوريين كفرصة عمل خلال فترة الصيام، كالمشروبات الرمضانية والتمور، كما يفعل "أبو الصافي" النازح من ريف اللاذقية بعد الحملة العسكرية الأخيرة التي عاشتها المنطقة.
يقول "أبو الصافي": منذ طفولتي وأنا أعمل في محل والدي بمدينة اللاذقية في شهر رمضان المبارك بتحضير وبيع مشروب العرقسوس والخرنوب، وتعلمت منه هذه المهنة، أنوي أن أقوم بتجهيز وبيع هذه المشروبات خلال شهر رمضان، بدلاً من الجلوس في المنزل وخاصة أنني لم أستطع العثور على عمل منذ أربعة أشهر على نزوحي وحتى اليوم".
ويضيف أبو الصافي: "قمت بتحضير عربة بسيطة من سرير أطفال بسيط وضعت له دواليب خفيفة، العمل ليس عيباً، وخاصة في مثل هذا الشهر الفضيل، هنالك بضع الأحياء في تركيا يتمركز بها السوريون مثل حي المزرلك وحي الجمهوريات، ومعظمهم يريد أن يرى بعض الذكريات من بلده كالمشروبات التي كانوا يشربونها على موائد إفطارهم في سوريا".
مشاريع رمضانية
قُبيل شهر رمضان كانت قد أنهت جميع المدارس السورية في تركيا امتحاناتها المدرسية، وبقي الطلاب خلال العطلة الصيفية، مما دعى العديد من أهاليهم لتسجيلهم ضمن دورات تدريسية وتعليمية.
تقول "أم علي": "لا أريد أن يحدث ذلك الفراغ لأبنائي خلال شهر رمضان، وقمت بتسجيلهم فعلاً بدورات تدريسية تعنى بتقوية اللغة العربية، وتحفيظ القرآن الكريم، بدلاً من جلوسهم على شاشات التلفاز، وبعد فترة الإفطار تجتمع أفراد العائلة في المنزل، أو للتنزه في أحد الحدائق التي تمتلئ بالناس بعد الإفطار".
وتضيف أم علي عن برنامجها الرمضاني: "بعد السحور وصلاة الفجر، يذهب زوجي إلى العمل صباحاً ليعود في الرابعة مساءً لأقوم بتحضير وجبة الإفطار إلى أن يحين موعد الإفطار وتحضير المائدة واستقبال أبنائي العائدين من مركز التدريس، شهر رمضان في تركيا لا نشعر بالاغتراب، فمعظم الأتراك صائمون، ولا نشعر بالغربة وذلك لتواجد جيراننا السوريين".
يذكر أن عدداً كبيراً من العائلات السورية تقضي الشهر الفضيل الخامس خارج بلادهم سوريا، ويأملون يوماً العودة إلى ديارهم لقضاء فترة الشهر الفضيل في منازلهم مع أهاليهم، الذين فرقهم عنهم طائرات الأسد وتشبيحه.