أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
منذ بدء تحرير ريف اللاذقية بجبليه الأكراد والتركمان؛ كان يعد من أكثر المناطق أمناً في المناطق الساخنة، وخصوصاً الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، حيث انتشرت حركات البناء وإعادة الإعمار بشكل كبير في المناطق القريبة من الحدود، والتي كان يقصدها النازحون من كل حدب وصوب.
ويعود وذلك لغناها بالموارد الطبيعية من "مياه وأشجار وانتشار المشاريع الخدمية والتجارية" وقابلية استصلاح الأراضي وزراعتها، وطبيعتها الجغرافية المساعدة لتكوين حياة جديدة للذين فقدوا منازلهم وأهمالهم، حيث باتت المنطقة مكتظة بالتجمعات السكنية والمخيمات.
مع بدء الحملة العسكرية لجيش النظام وميليشياته الطائفية وبإسناد حليفه الروسي، نشطت موجات الهجرة والنزوح نحو مناطق الداخل بعيداً عن القذائف والصواريخ والغارت الجوية التي لا تميز بين مدني أو عسكري.
هجرة المدنيين من ريف اللاذقية نحو الداخل
أضحى البقاء في ريف اللاذقية "بالنسبة للمدنيين" مخاطرة كبيرة؛ وذلك بعد استهداف قرية ومخيمات "اليمضية" في جبل التركمان "والتي كانت تحتضن العدد الأكبر من اللاجئين"، واستهداف المشفى الرئيسي فيه والمرافق المدنية الأخرى التي تقدم خدماتها للاجئين، ناهيك عن إصابة عدد من المخيمات بشكل مباشر وذلك الأمر الذي لم يحصل منذ تحرير المنطقة.
ويعد ريف إدلب القريب من جسر الشغور على الحدود السورية التركية، الملجأ الأكبر للنازحين، حيث أنشئت المخيمات لاستيعاب الهاربين من قذائف النظام، رغم صعوبة العيش، والتأقلم في المخيمات الجديدة.
أخبار الآن مع "أبو ابراهيم" أحد النازحين حديثاً من "اليمضية" إلى منطقة "خربة الجوز"، يقول: "نزوح فنزوح ثم نزوح آخر! لم نعد نطيق ما يحدث حولنا، كنا نعيش في ريف اللاذقية رغم الصعوبات ثم تأقلمنا على الأوضاع، إلى أن قُصف مخيمنا، لا أستطيع العيش في تركيا، انتقلت إلى "خربة الجوز" كون معظم سكان مخيمنا انتقل إلى هنا".
ويضيف: كنت أمتلك دكاناً في اليمضية، ولكنها تضررت نتيجة القصف، هنا لا نستطيع العمل، إلا الانتظار لتأتينا المساعدات الإنسانية والإغاثية، قد نبدأ حياة جديدة ولكننا هرمنا من الانتظار".
مقاتلو الحر في ريف اللاذقية .. وعائلاتهم في ريف إدلب
بعد انسحاب معظم المدنيين من ريف اللاذقية، رفض العديد من المقاتلين المغادرة، وأصروا على البقاء في المنطقة، على أن يقوموا بزيارات حسب أوقات الفراغ، وأمان الطرقات.
"أبو أحمد" أحد الشباب الذين أرسلوا أهاليهم نحو ريف ادلب، وبقوا في ريف اللاذقية، مع فصائل الحر في المنطقة، يقول: "أرسلت أهلي إلى مكان آمن، ريثما تهدأ الأوضاع هنا، ولا استطيع أن أترك بلدي هنا، لدينا ساعات حراسة لا بد من الالتزام بها، وحينما أنهي واجبي أذهب لزيارتهم مرة في الأسبوع".
ويضيف: "ليست لدينا حرية الحركة، لا نستطيع التنقل إلا تحت جنح الظلام فالمدفعية ترصد معظم الطرقات، وهذا يحد من حركتنا وتنقلاتنا، قد يعود ريف اللاذقية مستقبلاً أفضل مما كان، وحتى ذلك الوقت سأبقى هنا".