أخبار الآن | ريف حمص – سوريا (رواد حيدر)

بعد معارك عنيفة استمرت لأكثر من أسبوع في محيط "القريتين" جنوب شرق حمص، سيطرت قوات النظام صباح اليوم على المدينة التي كانت آخر وأهم المدن التي يسيطر عليها داعش قرب القلمون، خاصة بعد خسارته لتدمر في السابع والعشرين من الشهر الماضي.

الناشط الإعلامي "جلال التلاوي" قال إن عناصر داعش البالغ عددهم قرابة الـ 80 عنصراً انسحبوا باتجاه التلال والجبال التي تصل القريتين بالقلمون الشرقي، وسحبوا معهم جميع المعدات والأسلحة والذخائر، ولم يتركوا أي شيء خلفهم.

السيطرة وانسحاب داعش نحو القلمون، أمران تنبأ بهما ناشطون قبل يومين حين قالوا إن الأيام القادمة ستكون الأسوأ على داعش، إذ أنه سوف يحاصر في بقعة جغرافية ضيقة بالقلمون الشرقي تقتصر على "المحسة والمنقورة وجبل المضيع"، إضافة لأجزاء من سلسلة الأفاعي التي يسيطر الجيش الحر على المساحة الأكبر منها.

هذا ويرى مراقبون أن خطة النظام هدفت منذ البداية لحصر داعش في القلمون الشرقي، وهو السبب الذي دفعه للبدء بمعركة تدمر قبل القريتين الأقرب من مراكز سيطرته وتشكل الخطر الأكبر عليه.

من جانبه قال الناشط من القريتين "عبد الله العبد الكريم" إن المدينة منكوبة بكل ما للكلمة من معنى، حيث أن النظام فرض سيطرته عليها بعد أن قامت الطائرات الحربية الروسية بتدمير مساحات واسعة منها، حيث لم يسلَم أيُ منزل من القصف، حتى ولو بالشظايا.

هذا وكان للتعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام إلى محيط المدينة الأثر الأكبر في تغيير موازين القوى، حيث وصلت مجموعات من الفرقة الرابعة إلى الجبهات مساء يوم الجمعة، إضافة لإعادة نشر أجزاء من الألوية 43 و63 و64، ناهيك عن الاستنفار التام لميليشيات الدفاع الوطني كدرع القلمون وصقور الصحراء، الذين يُزجون دائماً في الصفوف الأولى من المعارك.

فاتورة باهظة

لم تكن سيطرة النظام على المدينة بالمجان، رغم الغطاء الجوي المكثف الذي أمّنته الطائرات الروسية، فقد قتل وجرح العشرات من قوات النظام في عمليات "انغماسية" نفذها داعش طوال أيام المعركة، كان آخرها فجر اليوم قبيل الانسحاب، حين استهدف داعش بشاحنة مفخخة مزارع الفارس، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى. كذلك نفذ داعش عملية تسلل أول أمس إلى محيط جبل جبيل، قتل على إثرها 31 عنصراً من النظام، واستطاع داعش تدمير دبابة ومدفع فوزديكا.

في الجانب الآخر، خسر داعش العشرات من عناصره جراء كثافة الغارات التي ضربت المدينة ومئات القذائف والصواريخ، لكن الأعداد تبقى مجهولة إثر التعتيم الإعلامي الذي يتبعه داعش في كل المعارك التي يخوضها.