أخبار الآن | ريف اللاذقية سوريا (جمال الدين العبد الله)
بعد انخفاض وتيرة الغارات الحربية الجوية، وخصوصاً بعد سحب روسيا لقسم كبير من عتادها من مطار "حميميم" العسكري، يلجأ النظام إلى القصف العشوائي والمركز، لتغطية فشله بالتقدم البري على محاور جبلي الأكراد والتركمان، وذلك باستهداف المرافق الرئيسية التي تقدم خدماتها للمدنيين المتبقين على الشريط الحدودي.
فقد قامت قوات النظام يوم أمس باستهداف مشفى "الشهيد أسامة أبلق" القريب من الشريط الحدودي التركي بخمس قذائف، تسببت بأضرار مادية كبيرة جراء سقوطها في باحة المشفى وإصابة الطابق الثاني، ما دعا القائمين عليه بإخلائه جزئياً تخوفاً من تكرار القصف، ويذكر أنها المرة الأولى التي تصل فيها قذائف قوات النظام إلى هذا العمق بالقرب من الشريط الحدودي. ويعد المشفى من أهم المشافي التي عملت في ريف اللاذقية، وتم افتتاحها في عام 2012.
وتضرر مركز "فلوكا الحرية" للعلاج الفيزيائي التابع للمشفى، والذي كان يقدم خدمات عديدة للمصابين في المنطقة، وبالتالي إغلاق مؤقت للمراكز الطبية القريبة من الشريط الحدودي.
وعن الحادثة التقت أخبار الآن أحد الشهود الذين كانوا متواجدين قرب المشفى: "هذا المشفى قدم العديد من الخدمات الطبية والصحية لمعظم أهالي ريف اللاذقية بشكل عام، واستهدافه إما لتحديد موقعه بدقة متناهية، أو المخبرين، أو حتى الطائرات الصغيرة بدون طيار".
ويضيف الشاهد: "سقطت العديد من القذائف الصاروخية تباعاً على المشفى وبقربه، الأضرار كانت مادية، وهذا ثاني مركز حيوي في ريف اللاذقية يُستهدف بعد إصابة مركز المجلس المحلي لمحافظة اللاذقية الحرة، والذي يوضح أن النظام يتخذ سياسة ضرب المراكز الحيوية في المنطقة".
القصف مستمر على معظم قرى ريف اللاذقية
سجلت العديد من حالات القصف المدفعي والصاروخي من مدفعية وراجمات الصواريخ المتواجدة في القمم المرتفعة والمراصد التي يسيطر عليها النظام، حيث يهدف إلى قطع الطرقات وفصل جبل الأكراد عن جبل التركمان.
استهدف القصف أحد المخيمات الحدودية القريبة من الحدود السورية–التركية بالقرب من قرية "الحمبوشية"، حيث تسبب بحالة من الخوف والذعر من قبل الأهالي المتواجدين في المنطقة.
واستهدف القصف قرية "مرعند" بالطائرات المروحية بعدد من البراميل المتفجرة، ورصد عدة طرق واصلة بين ريف إدلب وريف اللاذقية بالصواريخ الحرارية المحمولة.
التقت أخبار الآن مع العسكري "أبو محمد" حول آخر التطورات في ريف اللاذقية: "بعد العديد من المحاولات من قبل قوات النظام والميليشيات الطائفية الموالية له لاقتحام عدد من المحاور وفشله، لجأ إلى القصف الممنهج لتشتيت انتباهنا، ورصد الطرقات لمنع المؤازرات التي قد تأتي، مستمرون هنا، ومن يعتاد على حمم الطائرات الروسية، لا يهمه "الألعاب النارية" التي يطلقها النظام بإذن الله".