أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
يرتفع القطع الاجنبي منذ اكثر من أربعة أعوام بشكل تدريجي، فتارة ينخفض وتارة يرتفع إلى حدود غير متوقعة، افتتحت العديد من محلات الصرافة في ريف اللاذقية المحرر في عام 2012، لتصريف الدولار والليرة التركية بشكل رئيسي، والعملات الأخرى.
ولطالما اقترنت أسعار المواد التموينية والغذائية بارتفاع أو انخفاض سعر الصرف، بالرغم من تعامل معظم أهالي الريف بالليرة السورية وتفضيلها على التعامل بالعملات الأجنبية، التي شكلت عقدة في الحياة اليومية للصناعيين والزراعيين وصغار الكسبة.
ولم تتأثر أسعار المحروقات بشكل كبير بالتغيرات التي تطرأ على العملات، وذلك أنها تُباع من مصادرها بالليرة السورية، وتتأثر بإغلاق الطرقات وأسعار المواصلات واحتكار التجار.
يروي التاجر "أبو جواد" المشاكل التي كان يتعرض لها التجار بسبب تغيرات العملة: "معظم بضائعنا كانت تأتي من الأراضي التركية، والتي تعتبر نوعاً ما أقل تكلفة من البضائع التي تأتي من مناطق النظام، ومعظم التعاملات تتم بالدولار، وحين تنزيل البضائع نقوم بتحويل ثمنها إلى الليرة السورية التي يتعامل بها الناس هنا".
ويضيف: "حين يرتفع الدولار نرفع أسعر البضائع، مما يسبب نقمة المواطن، فإن لم نقم بتلك العملية فلن نحصّل رأس المال، وكذلك التحويل من الليرة إلى الدولار يتطلب بعض الخسارة، وقسم كبير من البضائع ذات الصلاحية المحدودة تُلفت ولم تباع بسبب ارتفاع أسعارها".
الدولار يتخطّى حاجز الـ 500 ليرة .. واللاجئون الأكثر تضرراً
خلال الأيام القليلة الماضية ارتفعت أسعار القطع الأجنبي بشكل جنوني، وبشكل خاص الدولار الذي تخطى حاجز الـ 500 ليرة سورية، أي عشرة أضعاف سعره عما كان عليه منذ 5 سنوات، تضاعفت معه أسعار المواد الغذائية والأساسية والتموينية وحتى المحروقات.
ولعل الخاسر الوحيد في هذه المعادلة هم اللاجئون السوريون الذين فقدوا بيوتهم خلال الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام والميليشيات الداعمة له، واتجهوا صوب الشريط الحدودي التركي، ومعظمهم فقدوا مهنهم وسبل عيشهم، والمعيل الوحيد لهم هي الجمعيات الإغاثية التي لا توفر لهم كل الحاجيات والمستلزمات اليومية.
ومع إغلاق معظم المحلات التجارية وتجمعات الأسواق بسبب القصف العنيف الذي تتعرض له المنطقة؛ اقتصرت على بعض الدكاكين الصغيرة أو بعض السيارات والدراجات النارية المتنقلة بين المخيمات.
يقول "أبو محمد"، أحد أرباب العائلات الذين نزحوا نحو الشريط الحدودي: "بعد أن هُجّرت من قريتي في جبل التركمان فقدت دكاني الذي كنت أقتات منه، حملت ما أستطيع حمله أنا وعائلتي واتجهنا نحو الشريط الحدودي، معظم مؤونتنا نفدت، ونعتمد على معونات المؤسسات الخيرية، ولكن ينقصنا العديد من المواد الأخرى".
ويكمل: "اضطررت إلى بيع سيارتي الصغيرة بثمن بخس لشراء الحاجيات اليومية الناقصة، ولكن لا ندري كم سيبقى الوضع على ما هو عليه".
يبقى الارتفاع الكبير في سعر القطع الأجنبي هو المنغص الكبير على العديد من أرباب العوائل، وامتناع العديد من الصرافين من تصريف الدولار إلى الليرة السورية إلا بثمن قليل.