أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
قصف يومي من المراصد المحيطة بما تبقى من ريف اللاذقية، تحليق دائم للطيران الحربي الروسي؛ هذا هو حال ريف اللاذقية ضمن الهدنة المزعومة لوقف إطلاق النار، ووقف استهداف المدنيين والمناطق المحررة على حد سواء، حيث تدور اشتباكات شبه يومية بعد المحاولات المستمرة لقوات النظام التقدم على عدد من التلال والمناطق الإستراتيجية في جبلي الأكراد والتركمان.
ويستمر الثوار في جبل الأكراد بصد الهجمات المتواترة على تلال "الحدادة والكبينة والتفاحية" في قرى الجبلين، في سعيهم لقطع طرق إمداد الثوار، وضمانهم لعدم نزوح المدنيين الهاربين من القصف نحو قرى ريف إدلب وجسر الشغور والتي تعتبر نوعاً ما آمنة مقارنة بجبال ريف اللاذقية.
وقد جرت اشتباكات عنيفة بين الثوار من جهة، وبين قوات النظام المدعومة بالميليشيات الطائفية وتحت الغطاء الجوي الروسي والمدفعي من جهة أخرى، للتقدم على تلة "الحدادة" من محورين والتي تطل على قرية "البرناص" وأوتوستراد "اللاذقية–أريحا" الدولي، ما أدى إلى قتل وجرح العديد من قوات النظام وعدم استطاعته سحب جثث قتلاه من أرض المعركة.
في ذات الوقت، تجري مناوشات في جبل التركمان بالقرب من الشريط الحدودي؛ وكان آخرها استعادة الثوار لقرية "كَلَز" القريبة من المخيمات الحدودية وذلك بعد معارك بالرشاشات الثقيلة أثناء محاولات قوات النظام للتقدم.
يقول القائد العسكري "أبو جمال" لأخبار الآن حول التطورات الأخيرة: "لا تزال قوات النظام وميليشياته تحاول التقدم مراراً وتكراراً رغم الهدنة المزعومة، مع استخدام معظم الأسلحة البرية والجوية وحتى الصواريخ من البوارج الحربية، يسعى النظام للسيطرة على القمم لاستحكام السيطرة على المناطق المنخفضة".
أهالي المخيمات بين نارين
وتشهد المخيمات الحدودية قصفاً متفرقاً يستهدف خيم المدنيين الذين تقطعت بهم السبل في العبور نحو المخيمات التركية وذلك لإغلاق الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، مما دعا العديد إلى البقاء في تلك المخيمات وانتظار المصير.
وبسبب انقطاع عدد من الطرقات الرئيسية الواصلة بين ريفي اللاذقية وإدلب، أجبر الكثير على التنقل ليلاً خوفاً من رصدهم من قبل مدفعية النظام أو صواريخه الموجهة، رغم الخطر الكبير المحدق بهم.
ويروي الناشط الميداني "أبو خالد" الأوضاع الميدانية للنازحين على الشريط الحدودي التركي: "كان الشريط الحدودي يعتبر الأكثر أمناً في ريف اللاذقية إلى أن طالت القذائف والقنابل العنقودية العديد من المخيمات وأصيب عدد آخر من المدنيين، وذلك مع الأوضاع الإنسانية الرديئة في المنطقة من غلاء الأسعار وقلة وسائط النقل، بقي اللاجئون بين نارين، إما المغامرة بالنزوح نحو مناطق أخرى، أو انتظار المصير على الشريط".