أخبار الآن | اللاذقية – سوريا – (جمال الدين العبد الله)
بعد انقضاء أربعة أيام من "الهدنة" التي خُرقت في عدة مناطق من قبل نظام الأسد وحليفه الروسي، سجلت عدد من الانتهاكات الواضحة للمدفعية الثقيلة التابعة للنظام في ريف اللاذقية بجبليه الأكراد والتركمان، بقصف المناطق المدنية والعسكرية على حد سواء، ما أدى إلى مقتل عدد من المقاتلين وخسائر مادية.
حيث شهدت قرية "أرض الوطى" في جبل الأكراد اقتحاماً لجيش النظام ونهب وحرق العديد من بيوت القرية، حيث شوهدت سحب الدخان الناتجة عن احتراق البيوت في مناطق عدة من الريف. وتعرضت قرية "كباني" والتلال المحيطة بها لقصف مدفعي وصاروخي عنيف وغارات مكثفة من قبل المقاتلات الروسية ومحاولات مستمرة من قبل النظام لاقتحامها.
ونفّذ الطيران الحربي الروسي عدداً من الغارات يوم أمس الثلاثاء على تلال ريف اللاذقية، وقامت قوات النظام بقصف قريتي "سلور وشحرورة" في جبل التركمان بريف اللاذقية براجمات الصواريخ، بالإضافة إلى قيام الطيران المروحي التابع لقوات النظام بإلقاء عدد من البراميل المتفجرة على عدة جبهات في جبل الأكراد بريف اللاذقية وقرى "الرويسة والكندّة".
القائد العسكري "أبو جمال" يتحدث عن خرق الهدنة في ريف اللاذقية: "هذه الهدنة أُعطيت للنظام لإعادة ترتيب أوراقه واستجماع قواه، عشرات الصواريخ والقذائف وحتى البراميل فوق ريف اللاذقية من قبل النظام، ولو قمنا بإطلاق صاروخ واحد لقامت الدنيا ولم تقعد علينا بأننا خرقنا الهدنة!".
مخيمات النزوح "خارج الهدنة" وإغلاق المعابر نحو تركيا
كان يأمل العديد من الأهالي المتواجدين في المخيمات الحدودية ومع تطبيق الهدنة؛ إلى زيارة منازلهم القريبة من خط النار والتي هي تحت سيطرة الثوار، إلا أن القصف اليومي حال دون ذلك، بل وطال أيضاً عدداً من المخيمات الحدودية نتج عنها إصابة عدد من اللاجئين وتخريب بعض الخيام "التي كانت آمنة إلى حد ما ذات يوم".
بينما يستمر إغلاق المعابر الحدودية المؤدية نحو تركيا مما شكل أزمة إنسانية لمئات النازحين القادمين من قرى ريف اللاذقية التي سيطر عليها النظام مؤخراً، حيث لجأ الأهالي إلى نصب خيام بسيطة في أكثر النقاط قرباً من الشريط الحدودي لانتظار الفرج وفتح المعابر الحدودية وبدء حياة جديدة.
وحسب الناشط الميداني "أبو محمد": "رغم تصوير العديد من البراميل والقذائف التي تتهاوى على رؤوسنا في ريف اللاذقية لم يتم الاعتراف دوليا بخرق الهدنة، كنا نأمل في أيام وقف إطلاق النار انتقال النازحين نحو مناطق آمنة دون استهدافهم من مدفعية وقناصة النظام، ولكن ذلك لم يحدث".