أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
منذ بدء العملية العسكرية التي وصفت "بالأعنف" على ريف اللاذقية الخارج عن سيطرته منذ ما يقارب الأربع سنوات، يحاول النظام والميليشيات الطائفية المساندة له، تقسيم ريف اللاذقية إلى مناطق صغيرة، والسيطرة عليها بعد حرقها؛ تأكيداً للسياسة الروسية المستخدمة "الأرض المحروقة". فأحياناً يُحكم السيطرة عليها لمدة طويلة، وأحياناً لا تبقى إلا ساعات معدودة لتعود لحضن الثوار.
حيث يقوم النظام بمحاولة تأمين النقاط الإستراتيجية الهامة بغية إلغاء أي احتمال اقتحام الثوار لها، كما يحصل وبشكل شبه يومي؛ عند محيط "قمة النبي يونس" الإستراتيجية، حيث قام النظام اليوم بمحاولة اقتحام "تلة غزالة" في جبل الأكراد، فتقدمت قواته إلى التلة لساعات قليلة، بسبب الكثافة النيرانية من المدفعية الثقيلة من مراصد "تلا وانباتة وبارودا" علاوة عن غارات الطيران الحربي، والقذائف العنقودية.
واندلعت اشتباكات كبيرة بين الثوار وجيش النظام والميليشيات الشيعية الموالية له، إلى أن فرضت قوات الثوار سيطرتها على التلة، كما يُفيد القائد العسكري "أبو محمد" أحد المشاركين في اشتباكات تلة غزالة لأخبار الآن: "وكالعادة، يعود النظام ودبه الروسي بصب حمم طائراته على قرى فارغة، فقط لتحقيق نصر إعلامي، وهو يهدف لتأمين قمة النبي يونس، التي تطالها نيران مدفعيتنا من أبعد النقاط. وبعد مقتل العديد من قوات النظام أثناء صد الاقتحام، وجرح آخرين، أعدنا تلة غزالة إلى سيطرتنا".
غارات روسية تستهدف ما تبقى من المدنيين في ريف اللاذقية
نتيجة العملية العسكرية التي تطال ريف اللاذقية منذ أكثر من شهرين، نزحت معظم العائلات "الأصلية واللاجئين" في جبلي الأكراد والتركمان، نحو الشريط الحدودي التركي، أو إلى تركيا، وحتى نحو ريف إدلب الآمن نوعاً ما، ومنهم من رفض الخروج من بيته رغم الغارات الجوية المستمرة ونيران المدفعية التي لا تميز بين مدني أو عسكري.
حيث استهدفت اليوم الغارات الروسية إحدى المنازل في قرية "عين الحور" مما سبب باستشهاد شخصين وجرح آخرين تم نقلهم نحو المشافي الميدانية المتواجدة في المنطقة، ويذكر أن استهداف المدنيين أصبحت خطة واضحة للعيان ضمن السياسة التي تتبعها قوات النظام وحليفها الروسي في الضغط على ريف اللاذقية وتهجير أهاليه.
أخبار الآن التقت الناشط الميداني "أبو علي" ليتحدث حول الغارات الروسية التي تستهدف المدنيين والعسكريين على حد سواء في ريف اللاذقية: "يقول النظام والروس أنهم يحاربون الإرهاب، وأتى الدب الروسي لحليفه بأحدث الأسلحة فتكاً وذكاءً، فكيف لم تميز صواريخه وقنابله الذكية أننا مدنيون؟ هذه خطة ممنهجة لتهجير معظم البشر في ريف اللاذقية، تارة يستهدف المخيمات، وتارة أخرى يستهدف التجمعات المدنية بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً وسط صمت دولي مطبق!!".