أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)

منذ أكثر من شهرين على بدء العملية التي أطلقتها قوات النظام وحلفاؤه على ريف اللاذقية بشتى أنواع الأسلحة التي صُممت خصيصاً للحروب بين الدول، استخدم فيها الطيران الروسي الحديث من الجو، والمدفعية الثقيلة والراجمات من البر، والقذائف العملاقة التي تطلقها البوارج الحربية الروسية الطافية في البحر المتوسط.

صمود أسطوري .. والنوبة بين صديق وعدو

منذ أكثر من ثلاثة أعوام على تحرير جبل النوبة من أيدي قوات النظام وخضوعه لسيطرة الثوار، لا يفتأ النظام أن يجري وبشكل دوري محاولات متتالية للسيطرة عليه، أو حتى لو بعض نقاط الحراسة المتقدمة. واستمر القصف عليه من معظم المراصد المحيطة بالمنطقة "نباتة وبارودا وتلا" والتي تتخذها قوات النظام كدرع يحمي قراه الموالية.

وتكمن أهمية جبل النوبة كونه مطلاً على عدد كبير من قرى "جبل الأكراد" من جهة، ومن جهة أخرى إطلاله على أوتوستراد اللاذقية – حلب الدولي، وأيضاً إطلالته على عدد كبير من مراصد النظام ومحاور مهمة كمحور "كفرية"، حيث واظبت كتائب الثوار على الحراسة فيه لأكثر من ألف يوم حتى الآن.

أخبار الآن التقت القائد العسكري "أبو خليل" والذي شهد معارك النظام الأخيرة حول محور "جبل النوبة": "لأكثر من ثلاث سنوات وجبل النوبة معنا، ولكن قوات النظام استوحشت بشكل حرفيّ، على هذا الجبل الذي أذاقه الويلات، والذي خسر فيه العديد من العدة والعتاد والأسرى أثناء محاولات التقدم الفاشلة التي لا ييأس منها. جبل النوبة ناهيك عن أهميته الإستراتيجية، هو مهم لنا معنوياً كونه من أوائل النقاط التي تم تحريرها في ريف اللاذقية".

ويتابع أبو أحمد: "القصف العنيف جداً بالراجمات والغارات الجوية والتي تجاوزت 80 غارة، دعتنا للانسحاب من بعض المحارس حفاظاً على أرواحنا، ولكن لن يمر جيش النظام عليه إلا على جثثنا، فقدنا العديد من أخوتنا، ومن خيرة المقاتلين في الدفاع عن هذا الجبل، ولن نسكت عن دماء شهدائنا".

المؤازرات الكبيرة غائبة عن ريف اللاذقية

لم تكد تسقط عدة محارس في جبل النوبة بأيدي قوات النظام، والميليشيات الشيعية المساندة له، حتى تم إعلان الخبر على جميع وسائل الإعلام التابعة للنظام، وكأنهم سيطروا على تل أبيب!، ويقوم بنشر أخبار كاذبة حول سيطرته على قرية "الغنيمية" القريبة من جبل النوبة، إلا أن الثوار يفنّدون تلك الرواية.

ويشهد ريف اللاذقية استنفاراً كاملاً في معظم جبهات جبلي " الأكراد والتركمان" بعد العملية العسكرية الشرسة والتي تقوم بها قوات النظام في محاولة بسط سيطرتها على ريف اللاذقية المحرر، وذلك بعد خيبة من المؤازرات الكبرى التي وُعد بها ثوار اللاذقية، بعد مشاركة فصائل من الساحل في العديد من معارك إدلب، وجسر الشغور، والعديد من المناطق السورية.

التقت أخبار الآن الناشط "أبو الوليد" ليتحدث حول الوضع الميداني في جبل الأكراد بعد معارك جبل النوبة: "نعم لقد سقطت بعض المحارس ولم يسقط الجبل بشكل نهائي، أُعلن النفير العام في ريف اللاذقية بشكل كامل، واستقدمت التعزيزات من ضمن المنطقة، لم نرَ المؤازرات التي وُعدنا بها من بعض الكتائب الكبيرة من باقي المحافظات"، ولن نستسلم رغم أننا تُركنا في معركتنا وحدنا، لنثبت للعالم أن الثورة ليست بالأموال والعتاد، إنما بالإيمان بالله والتحلي بالصبر.