أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)

سياسة الأرض المحروقة هي الإستراتيجية الوحيدة التي نجحت بشكل محدود لقوات النظام في ريف اللاذقية؛ والتي تكلفه يومياً مع حليفه الروسي، تكلفة باهظة الثمن، بداية بالغارات الحربية اليومية التي لا تهدأ، إلى البوارج الروسية، انتهاءً بالعدد الكبير من الآليات المدمرة، والقتلى والجرحى في صفوف النظام.

منظومة S-400 لا تنفع في الساحل والنظام يخسر العديد من آلياته وجنوده

بعد تركيب "الدب الروسي الجريح" منظومة الصواريخ المتطورة S-400 في محيط مطار "حميميم" والتي ظنّها ستشكّل "فزّاعة" لثوار الساحل، قامت اليوم كتائب "أحرار الشام" باستهداف عقر دار النظام وحليفه سويةً "مطار حميميم ومحيطه"، بمدفع ميداني ثقيل من عيار 130، بعدد من القذائف والتي "لم تعترضها أحدث منظومة في العالم" مما تسبب باحتراق مستودعات ذخيرة في قرية "بصراما" القريبة من القاعدة الروسية.

كما تم تدمير شاحنة نقل ذخيرة ومصرع كامل طاقمها نتيجة استهداف الثوار لها بصاروخ "تاو" في محور "كوفليكا" القريب من الجب الأحمر، وتدمير رشاش ثقيل من عيار 23 مم، وإعطاب دبابة بصاروخ "فاغوت" في جبهة الجب الأحمر، وتفجير دبابة بصاروخ تاو بالقرب من برج "زاهية" في جبل التركمان.

أخبار الآن التقت الناشط الميداني "أبو علي" ليتحدث عن آخر التطورات في محاور ريف اللاذقية: "المعارك اليوم في ريف اللاذقية هي معارك كر وفر، بعض المحارس تكون نهاراً معنا ويستعيدها ليلاً بعد أن يخسر عدداً كبيراً من مقاتليه، ثم نستعيدها مرة أخرى وهكذا تسير الأمور حالياً لشدة القصف والكثافة النيرانية".

ويكمل أبو علي: "سيطرنا على عدد من المحارس في منطقة الجب الأحمر وجبل النوبة بعد معارك مستمرة، وقام النظام باستقدام تعزيزات جديدة على محور "حسّيكو" بالقرب من مصيف سلمى، واستهداف قمة السيرياتل والنبي يونس بصواريخ "الكاتيوشا"  بالإضافة إلى اشتباكات عنيفة في محور "الكنديسية" القريب من "بلدة غمام" وقتل ما لا يقل عن عشرة جنود من قوات النظام".

محاور جبل الأكراد .. معارك طاحنة وخسائر كبيرة للنظام

شهدت الفترة الأخيرة محاولات شبه يومية لقوات النظام وحلفائها من روسيا إلى الميليشيات الطائفية المساندة له، للسيطرة على عدة نقاط مهمة في جبل الأكراد "الجب الأحمر" و"جبل النوبة" حيث تبدأ الراجمات الحديثة من البر، والبوارج الحربية من البحر، والغارات الحربية من السماء، بصب حمم نيرانها على تلك النقاط الإستراتيجية وتدميرها عن بُكرة أبيها.

ومن ثم يبدأ الاقتحام البري المدعم بالغطاء الجوي والتغطية النيرانية الكثيفة، إلى أن يصل جنود النظام إلى النقطة، فتنعدم فاعلية الغطاء الناري،  هنافيتقدم الثوار ويشتبكون معهم وجهاً لوجه في كمائن قد أعدّوها مسبقاً لهكذا حالات، كما حصل يوم أمس 26-11.

أخبار الآن التقت مع "أبو عماد" أحد المقاتلين على جبهات الجب الأحمر في جبل الأكراد فيقول: "سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام لا تجني عليه سوى استهلاك الذخيرة من جهة، ومقتل الأعداد الكبيرة من جنوده من جهة أخرى، حيث حاولت قوات النظام بعد الكثافة النيرانية اليومية بعملية تقدم فاشلة، تمت إحاطة المجموعة والتعامل معهم واغتنام أسلحتهم".

وبينما تبقى معارك ريف اللاذقية بجبليه "الأكراد والتركمان" بين أخذ ورد، ينتظر المدنيون هدوء الأوضاع واستقرارها، لعودتهم إلى بيوتهم وأرزاقهم التي تركوها بسبب جحيم القصف اليومي الذي لا يفرّق بين مدني أو عسكري في المنطقة.