أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا – ( جمال الدين العبد الله)
بعد المحاولات المستمرة لجيش النظام والميليشيات الداعمة له للسيطرة على النقاط والمحاور المتقدمة لكتائب الحر في جبلي الأكراد والتركمان، باستخدام معظم الأسلحة والصواريخ والطيران الحربي الروسي الذي لا يكاد يفارق سماء المنطقة من جهة أخرى، أحرز أمس بعض التقدم وسط توعد الثوار لاستعادة ما فقدوه.
محمية الفرلق ونبع المر في جبل التركمان تحت النار
منذ صباح يوم أمس 19-11 بدأ جيش النظام وحلفائه بعملية عسكرية برية واسعة استهدفت شمال- غرب ريف اللاذقية الخارج عن سيطرة النظام وخصوصاً محور "نبع المر" القريب من بلدة كسب، وغابات الفرلق والمحمية وبرج زاهية، في محاولة منه السيطرة على تلك المناطق، حيث بدأت المدفعية الثقيلة المتواجدة في مرصد "السولاس" والبوارج الحربية المتواجدة على السواحل بتمشيط المنطقة نارياً.
أخبار الآن التقت مع "أبو عبد الله" أحد المقاتلين في نقطة "نبع المر" التي شهدت اشتباكات عنيفة: "تفاجئنا ومنذ ساعات الصباح بالقذائف الثقيلة وراجمات الصواريخ بعيدة المدى من جهة، ومدفعية البوارج البحرية من جهة أخرى، ناهيك عن الغارات الحربية الروسية على المنطقة، تصب حمم نيرانها على نبع المر، في محاولة منه لحرق المنطقة بمن فيها من بشر وشجر، تقدم الجيش في بعض المناطق بسبب الكثافة النيرانية، ولكن قمنا بالتصدي له إلى حين وصول المؤازرات".
ويكمل "أبو عبد الله" عن المناطق التي حاولت قوات النظام السيطرة عليها: "حاول النظام بالقيام بضربة استباقية على محور نبع المر والمحمية لتشتيت الثوار عن بلدة غمام وقرية دير حنا، وفتح خط كامل من المواجهات، لا أستطيع نفي أو تأكيد سيطرة الجيش على بعض المناطق، لأن المعارك هي كر وفر، والحرب خدعة، ونحن مستعدون له في أي لحظة".
نقطة "مركشيلة" في جبل الأكراد تعود للمواجهات
لم يكتفِ النظام بفتح جبهة جبل التركمان فقط، فقد قام أيضاً بمحاولة اقتحام جبل الأكراد منذ الصباح الباكر، وتنفيذ سياسة الأرض المحروقة التي بات يستعملها مؤخراً في جميع مواجهاته ومعاركه مع الثوار، وحتى على المناطق المدنية "لينفّذ مقولة مؤيديه: "الأسد أو نحرق البلد". قوات الثوار ترد على أماكن إطلاق النار ومدفعية النظام لحرقها أيضاً تنفيذاً لسياسة "العين بالعين" رغم ضعف الإمكانيات المادية مقارنةً بجيش النظام وحليفته روسيا.
أخبار الآن التقت مع الناشط الميداني "أبو وسيم" المتواجد في جبل الأكراد وأفاد حول المعارك الأخيرة: "تم رصد العديد من الحشود والتعزيزات على طريق الحفة- صلنفة ومنها عربات الـBMP وسيارات الدفع الرباعي ذات الرشاشات الثقيلة، وعدد من سيارات الإسعاف، حيث إن النظام كان يحشد لمعركته الأخيرة معنا منذ زمن، ويظن أنها الحاسمة كما يروّج عبر وسائل إعلامه، ولكننا سندافع عن جبالنا حتى أخر قطرة دم في عروقنا، ولآخر رصاصة في بندقياتنا".
موجة نزوح كبيرة من ريف اللاذقية
يشهد ريف اللاذقية هجرة عدد كبير من العائلات التي كانت تقطن قرى جبلي الأكراد والتركمان والقريبة من مناطق الاشتباك، تحت وطأة شدة المعارك ونيران الراجمات التي لا تميز بين مدني أو عسكري، وخوفاً من أية مجازر قد تقع في التجمعات المدنية لمحاولة إضعاف همة الثوار، حيث قام مقاتلو الحر بنقل العائلات إلى القرى القريبة من الشريط السوري- التركي، وإلى القرى الأخرى شبه الآمنة في المنطقة.