أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (حسان تقي الدين)
سرعان ما انتشرت أخبار عقد هدنة في الغوطة الشرقية كسرعة النار في كوم قش، على الرغم من استمرار القصف الذي طال مدينة دوما بالصواريخ الموجهة والذي كلفها شهيدين من أبنائها أحدهما شابة في العشرين من عمرها لم يمضي على زواجها سوى ثلاثة أشهر، ليس ذلك فحسب فقد تعرضت بلدة دير العصافير للقصف عشية الهدنة المفترض قيامها!
تفاصيل غير واضحة للهدنة
تفاصيل اتفاقية وقف إطلاق النار حتى الآن ليست مكتملة. أخبار الآن استطاعت الوصول لأحد المصادر المطلعة على بنود الاتفاقية "رفض ذكر اسمه" حيث قال أن: "أطرافاً دولية من بينها روسيا تدخلت لإقامة هدنة يتم من خلالها عملية وقف إطلاق للنار غير مشروط بين أطراف النزاع، والتي من المقرر أن تقام في غوطتي دمشق الشرقية والغربية وجنوب دمشق أيضاً".
المصدر ذكر أن البداية ستكون من ريف دمشق كونه المنطقة الأكثر سخونة في المعارك وأكثرها عرضة للمجازر، لاسيما ما تعرضت له الغوطة الشرقية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
هذا وقد حددت الهدنة بفترة تجريبية لمدى جدية نظام الأسد بالتزام الاتفاقية بخمسة عشر يوماً تبدأ من فجر يوم الخميس الموافق للتاسع عشر من الشهر الحالي، وذكر المصدر أنه "عند انقضاء المدة المحددة وتحقق شروط الهدنة فإن الاتفاقية ستعمم على سوريا بأكملها، وبذلك تدخل سورية في الحل السياسي بطريق غير مباشر".
من جهة أخرى أوضح السيد "توفيق طالب" أحد أعضاء مجلس الأمناء في مدينة دوما أن: "النظام متوجه لعملية وقف إطلاق النار الآن أو بعد شهر إذ أن اتفاقيات فيينا والعمل على إيجاد حل سياسي لا يجتمع مع استمرار الحرب والقتال". ونوه "طالب" إلى أن: "الأخبار المنتشرة عن الهدنة ليست صحيحة تماماً وقد تكون مجرد بالون اختبار لمعرفة اهتمام الأهالي به أو حتى لصرف انتباههم عن أشياء أخرى يود نظام الأسد فعلها".
بين تأكيد ونفي إعلام الجيش الحر والنظام
تأتي الهدنة وأخبارها بين تأكيدات من جهات في المعارضة السورية السياسية ونفي من إعلام النظام؛ الذي نفى أمر الهدنة عبر صفحة "دمشق الآن" حيث نقلت تصريحا عن مصدر رفيع في صفوف نظام الأسد أن قوات الحكومة السورية لا تفكر بالهدنة نظراً لتقدم الجيش السوري على الأرض.
أما "أسامة أبو زيد" المستشار القانوني للجيش الحر، فقد أعلن عبر حسابه على الفيسبوك توضيحاً بخصوص ما يشاع عن الهدنة بأن: "المبادرة قامت بضمانة روسية تعهدت بعدم قيام قوات النظام بقصف الغوطة الشرقية بأي سلاح لمدة خمسة عشر يوماً يتحدد موقف الثوار بعد انتهائها من إقرار الاتفاق أو عدمه بناء على التزام قوات الأسد".
وأضاف أن المقصود بوقف إطلاق النار هو وقف جميع العمليات القتالية والسماح بعبور المساعدات الإنسانية لمدة متفق عليها للمناطق الواقعة تحت الحصار منذ ثلاث سنوات، وذكر أبو زيد أن الاتفاق قد يشمل مناطق محاصرة أخرى لاحقاً وهذا ما يتوافق مع الأقوال التي صرح بها المصدر في بداية التقرير.
أراء الشارع في الغوطة
آراء الشارع اتفقت إلى حد واسع على ضرورة الوصول لاتفاقية تتيح لأهالي الغوطة الشرقية الابتعاد عن مشاهد الموت والدمار.
المهندس "زين الدين العطار" أوضح لأخبار الآن أن: "الوقت الحالي يدعو لإيجاد صيغة تقضي برحيل الأسد وتفكيك أجهزته الأمنية وضمان التزامه بوقف إطلاق النار لاسيما بعد اختبار نظام الأسد بالكثير من الاتفاقيات السابقة التي لم يلتزم ببنودها أو قام بالالتفاف عليها، والتي كان آخرها بقيادة مبعوث الأمم المتحدة دي مستورا"، وأشار العطار إلى ضرورة إخراج المليشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانب الأسد والتي تم حشدها وشحنها بحقد طائفي ضد الشعب السوري. فيما اعتبر مواطن آخر أن "أهالي الغوطة أمام خيارين إما الدخول بهدنة وحقن دماء ألف شهيد شهرياً من أهالي ريف دمشق أو الدخول بمعركة الحسم في دمشق والتي يسعى الجيش الحر للسيطرة عليها".
وعلى الرغم من انتشار أخبار الهدنة بشكل كبير إلا أنه لم يصدر أي تصريح رسمي حولها عن إعلام الفصائل العسكرية في الغوطة الشرقية أو حتى النظام على حد سواء، وبالرغم من تأييد جزء كبير من أهالي الغوطة الشرقية لها يبقى هناك تخوف من عدم التزام نظام الأسد باتفاقياته كما تجري العادة وبذلك يعود مصير الأزمة إلى اللاعبين بالملف السوري ليحددوا موعد توقف إراقة المزيد من الدماء في سوريا.