أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا ( جمال الدين العبد الله)
لا يخفى على الجميع وخلال خمس سنوات من عمر الثورة السورية، أن نظام الأسد استخدم العديد من الأسلحة والقذائف المصنعة حديثاً كالبراميل المتفجرة، وأيضاً الأسلحة المحرمة دولياً كالسلاح الكيماوي، والعنقودي والذي بدأ استخدامه في عام 2012، تحت صمت دولي مطبق.
القنابل العنقودية وخطورتها
الطبيعة الجغرافية لريف اللاذقية المحرر "جبلي الأكراد والتركمان" لم يساعد قوات النظام على تحديد أهداف صغيرة وذات تجمع كبير، كون قرى الجبلين عبارة عن تجمعات بشرية متفرقة متباعدة المسافة وقليلة السّكان وبينهم الأحراج الزراعية بعكس المدن والمناطق الأخرى، مما دعى قوات النظام إلى استخدام القذائف العنقودية بشكل كبير.
يقول "أبو يحيى" أحد قادة مجموعات الثوار في ريف اللاذقية المحرر لأخبار الآن: "بسبب اتساع رقعة ريف اللاذقية وقلة عدد السكان، لجأ النظام إلى الذخائر العنقودية المحرمة دولياً، وذلك بسبب انتشارها الكبير، فهي إما عن طريق راجمات صاروخية حديثة استقدمها النظام منذ مدة كصواريخ BM-30 smearch المختصة بتدمير التجمعات العسكرية والمدنية الكبيرة والمتفرقة باقل مجهود وتكلفة مقارنة بقذائف الراجمات الاعتيادية".
ويتابع "أبو يحيى" حديثه عن آلية عمل صواريخ السميرتش: "ميزة هذه الصواريخ أن مداها بين 90 إلى 110 كم، وقبل وصولها إلى الهدف ينفصل الذيل عن الرأس الذي يحمل المئات من القنابل العنقودية الصغيرة الحجم والكبيرة المفعول والتي تتوزع على مسافات كبيرة مسببة انفجارات متتالية يستمر حوالي الدقيقتين، وينفجر قسم منها ليبقى القسم الآخر (كألغام) تنفجر بمجرد تعرضها لأي صدمة أو تماس، وقد عُثر على العديد من أذيال صواريخ سميرتش هنا وهناك".
التخلص من القنابل العنقودية بطرق بدائية
يحاول بعض الأهالي بالتعاون مع الجيش الحر التخلص من القذائف العنقودية الصغيرة الحجم الكبيرة التأثير، وذلك بالطرق البدائية البحتة والتي تعرضهم لخطر الموت أو فقدان أحد الأطراف لفقدان الخبرة والأدوات اللازمة بهذا العمل من جهة، وهو ما يستوجب التوعية قدر المستطاع واستهداف شريحة الأطفال خصوصاً بهذه التوعية.
أخبار الآن التقت مع "أبو جميل" أحد الأفراد المساهمين في إزالة تلك القنابل العنقودية ودرء الخطر عن الأهالي: "بعد أن فقد أحد أصدقائي حياته لاستخفافه بإحدى القنابل العنقودية التي وجدت في إحدى مناطق القصف، حيث رماها بين قدميه قائلا:( هل هذه الألعاب ستقتلنا؟) لم يكمل عبارته لتنفجر بين قدميه لتودي بحياته، وأخذت عهداً على نفسي بإزالة تلك السموم من المنطقة".
يتابع "أبو جميل" حديثه قائلاً: "نقوم بالبحث عن القنابل العنقودية في المناطق التي تم قصفها سواءً براجمات السميرتش، أو من البارجات الحربية المتواجدة في ميناء اللاذقية، أو التي تلقيها الطائرات، نقوم بتحديد أماكن تواجد الظاهرة منها وسحبها بهدوء وتجميعها في مكان واحد ومن ثم تفجيرها بطرق خاصة، وفي حال القنابل المتضررة والتي قد تنفجر عند لمسها نقوم بإطلاق النار عليها من مسافة آمنة لتفجيرها دون لمسها، وفي حال توزعها بشكل كبر نقوم بإغلاق المنطقة وعدم السماح للمدنيين بالاقتراب منها. نفتقر إلى الأدوات والبدلات الخاصة، ولكن حياتنا ليست أغلى من حياة المدنيين".
خطر للمستقبل .. وصمت دولي مطبق
رغم كون هذه الأسلحة محرمة دوليا، إلا أن نظام الأسد استخدمها ضد شعبه في البداية، ومن ثم أتى الجنود الروس ليكملوا ما بدأه الأسد في تدمير المناطق الآهلة بالسكان وقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين سواءً أو العسكريين، وجعل الأراضي الزراعية التي كان تُطعم أصحابها من خيراتها، مزروعةً بقنابل تحولت لألغام قد يستمر مفعولها لعشرات السنين.