أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
منذ أكثر من شهرين ولا تزال قوات النظام تحاول بشكل شبه يومي السيطرة على محارس الثوار المتقدمة سواء في جبل الأكراد في محيط قمة النبي يونس، أو في جبل التركمان في بلدة "غمام" ومحيطها.
القصف عنيف على دير حنا أخرجتها عن سيطرة الثوار لساعات
بعد سيطرة قوات النظام على بلدة "غمام" باتباع سياسة الأرض المحروقة وتدميرها عن بكرة أبيها، لم تعد تصلح للسكن بعد تدمير معظم المنازل فيها انتقاما من الثوار المتواجدين فيها، والذين هم معظمهم من أهل البلدة.
تحاول قوات النظام وبشكل شبه يومي، مدعومة بالميليشيات الإيرانية وراجمات الصواريخ الحديثة والآليات والرشاشات الثقيلة، برياً، والطيران الحربي الروسي الحديث "طائرات السوخوي 36 الحديثة" والتي تعتبر من أقوى القاذفات الروسية إلى الآن.
حيث قام النظام يوم أمس الثلاثاء 16-11 ليلاً بالسيطرة على قرية "دير حنا" القريبة من بلدة "غمام" بعد إمطارها بالعشرات من القذائف الصاروخية والمدفعية، والغارات الكثيفة على محارس الثوار مما دعاهم إلى الانسحاب "المؤقت" منها، ونصب كمين مُحكم لقوات النظام.
أخبار الآن التقت "عمر أبو حميد" المقاتل في صفوف الثوار وهو أحد أبناء بلدة "غمام" وساهم في معركة قرية دير حنا: "بعد الكثافة النيرانية على دير حنا وهي قرية صغيرة تقع بعد غمام، اضطررنا للانسحاب المنظم منها، ونصب الكمائن إلى حين دخول قوات النظام إلى القرية والاشتباك معهم بشكل مباشر، حيث تُلغى فائدة راجمات ومدفعية النظام لكون الصواريخ لا تستطيع التمييز بيننا وبين عناصر النظام. واليوم 17-11 قمنا بعملية تكتيكية والالتحام مع العدو وجهاً لوجه وتكبيدهم خسائر مادية وبشرية كبيرة، سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام، يُقابلها الالتحام المباشر ونصب الكمائن".
قتلى للنظام في قمة الشيخ محمد
في ذات الوقت تستمر محاولات قوات النظام بشكل مستمر على السيطرة على محيط "قمة النبي يونس" من تلال "الجب الأحمر والشيخ محمد وعين الجوزة" بهدف تأمين الحماية للقمة الإستراتيجية المطلة على العديد من المناطق المؤيدة ومعسكرات الشبيحة.
وتجري اشتباكات يومية بين قوات الثوار من جهة وقوات النظام من جهة أخرى بالرشاشات الثقيلة وتبادل إطلاق قذائف الهاون على كلا الطرفين، والتغطية الجوية المستمرة بالطيران الحربي الحديث بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً والقذائف الفراغية.
وفي آخر المحاولات قامت فرقة من عناصر النظام يقدَّر عددها بحوالي العشرين عنصراً بالتسلل في نقطة "الشيخ محمد" وقامت كتائب الثوار والحرس المتواجدين في المنطقة بنصب كمين محكم لهم ومحاصرتهم وقتلهم بشكل كامل حسبما صرّح به "مرصد الساحل" على القبضات اللاسلكية.
أخبار الآن التقت مع الناشط الميداني "محمد أبو مصطفى" المتواجد في جبل الأكراد وتحدث حول المعارك الأخيرة: "اعتدنا بشكل يومي على المحاولات المستمرة لقوات النظام لزعزعة خط النار بيننا وبينه، بواسطة الرشقات المتواصلة من الرشاشات الثقيلة ومحاولات التسلل الفاشلة إلى مناطقنا والتي كان آخرها إحباط تسلل منطقة الشيخ محمد".
شدة المعارك مع دخول فصل الشتاء
لعل الأكثر تضرراً من القصف العنيف سواء بالراجمات أو المدفعية الثقيلة هي المناطق المدنية الآهلة بالسكان المحلييين أو النازحين من مناطق الاشتباكات في جبلي الأكراد والتركمان، وذلك يتمثل في صعوبة تأمين الملاذ الآمن للسكن ودرء البرد الذي بدأ يضرب المنطقة بالتزامن مع شحّ الموارد المختلفة.