أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)

محاولات عديدة لقوات النظام للتقدم على معظم جبهات ريف اللاذقية المحرر، وسط تكتيك عسكري جديد تتبعه قوات النظام في السيطرة على بعض المناطق تارة، والانتقام من المناطق التي استعصت عليه تارة أخرى، ولعل "بلدة غمام" في جبل التركمان هي أكبر دليل لاستخدام النظام "سياسة الأرض المحروقة".

جبهات ريف اللاذقية على صفيح ساخن .. صراع السيطرة على المناطق الاستراتيجية

جبل الأكراد يُحرث بقذائف النظام

تواصل قوات النظام محاولة السيطرة على معظم محارس "الجب الأحمر" القريبة من قمة النبي يونس الإستراتيجية بشتى الوسائل. البداية كانت حين بدأت المقاتلات الروسية الحديثة، بعد منتصف الليل، باستهداف المقرات والمحارس والدُشم التي رصدتها لها طائرات الاستطلاع التي لا تفارق سماء المنطقة "والتي تم إسقاط إحداها منذ عدة أيام"، ومن ثم التمهيد بالراجمات الحديثة بأربعين صاروخاً من مراصد "تلا وانباتة وبارودا" وقذائف الدبابات من جهة أخرى ومن ثم الاقتحام البري بالرشاشات المتوسطة والثقيلة بواسطة جنود النظام المدعومين بالميليشيات الإيرانية والقيادة الروسية.

حيث يقول الناشط الميداني "أبو علي" المتواجد في جبل الأكراد في لقاء خاص مع أخبار الآن: "تفاجئنا بالكثافة النارية التي يقوم بها النظام بشكل يومي وعلى مدار الساعة على محارس الثوار من جهة، والمناطق المدنية الخالية من التواجد العسكري من جهة أخرى، في محاولة منه قتل أهالينا والمدنيين وإلهائنا عن نوبات الحراسة على خط النار، فهو يتخذ سياسة الأرض المحروقة في جبل الأكراد، محاولات مستمرة وفاشلة للسيطرة على محارس الجب الأحمر، مما دعاه أيضاً إلى توجيه مدفعيته وراجماته وطائراته الحديثة على المناطق المدنية".

بلدة "غمام" تستقبل صواريخ الثوار

بعد سيطرة قوات النظام على بلدة "غمام" وفقدانه العديد من العناصر والآليات والأسلحة، تقوم قوات الثوار بشكل شبه يومي بإمطار البلدة بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، واستهداف الدشم التي تقطنها قوات النظام واتباعهم أيضاً سياسة الأرض المحروقة والرمي من مسافات قصيرة، وذلك لعدم قدرة الطيران الحربي على استهدافهم لقرب المسافة بينهم وبين قوات النظام، حيث قام الثوار مؤخراً بتدمير آلية فنية "تركس" وقع إحدى طرق الإمداد الرئيسية لقوات النظام باتجاه البلدة.

أخبار الآن التقت مع "أبو خالد" أحد القياديين في كتائب الثوار وأيضاً أحد أبناء بلدة غمام: "بلدة غمام أصبحت منكوبة ولم تعد بيوتها صالحة للسكن أبدا بسبب قصف قوات النظام بكافة أنواع الأسلحة والطيران لإخراجنا منها، ورغم ضعف موقفه في البلدة يقوم دائما باستهداف قرية "دير حنا" القريبة من بلدة غمام بالراجمات والصواريخ في محاولة منه باقتحامها، ونحن جاهزون له بالكمائن والمفاجآت".

الطيران الحربي يحلق في سماء اللاذقية.. واستهداف الريف من اليهودية

الطيران الحربي الروسي الحديث يقوم مؤخراً بالتحليق على شكل أسراب أو إفرادي على ارتفاع منخفض فوق المدينة وبث الرعب والخوف في نفوس أهالي المدينة والتي تأوي عدداً كبيراً من اللاجئين. حيث تسمع الأصوات القوية نتيجة إطلاق الصواريخ على الريف المحرر، من ثكنة "اليهودية" الواقعة في مدخل المدينة قرب من جامعة تشرين، ومن البوارج الحربية الروسية الراسية في مرفأ مدينة اللاذقية.

ويذكر أن معظم الصواريخ المنطلقة من المدينة ذات تأثير تدميري كبير ومعظمها صواريخ عنقودية كصواريخ "BM-30 smerch".