أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا ( جمال الدين العبد الله)
"من اللجوء إلى الموت"، هكذا يصف أحد الناجين من المجزرة التي حلّت بريف اللاذقية ظهر يوم أمس 9/11 في المخيم المحاذي لقرية "أوبين" القريبة من الحدود السورية – التركية، والتي بقيت آمنة بشكل شبه تام لأكثر من ثلاث سنوات خلت، إلى أن انتهكها أحد الصواريخ الروسية الحديثة التي أطلقها النظام محملة بمئات القنابل العنقودية، والتي حرّمها النظام الدولي جهراً وحللها لقصف المدنيين في سوريا من تحت الطاولة.
مخيم النازحين .. من اللجوء على الموت
يقطن في هذا المخيم الكثير من عائلات النازحين من قرى ريف اللاذقية وريف إدلب وجسر الشغور، الذين فروا من جحيم البراميل والقصف.
أخبار الآن التقت "أحمد" أحد الناجين من المجزرة التي حلت بالمخيم، يقول: "بينما كنت أقوم بتجهيز بعض الحطب لدرء البرد عن خيمتي القماشية والتي بالكاد تدفئنا، سمعنا صفير صاروخ ضخم انفجر في الهواء ومن ثم ترامت منه المئات من القنابل الصغيرة التي تناثرت على المخيم كأمطار الشتاء التي لا تحمل إلى القتل والدمار والموت".
راح ضحية هذه القنابل العنقودية ما يقارب الـ(35) سورياً بين جريح وشهيد، معظمهم من النساء والأطفال الذين ظنوا أنهم بمأمن عن القصف.
وبعد المجزرة مباشرة قام أصحاب السيارات والدراجات النارية بحمل ونقل الجرحى إلى المشافي القريبة التي امتلأت بهم ومن ثم قدمت قوات الدفاع المدني لانتشال ما تبقى من الشهداء والجرحى.
الخسارة العسكرية يردّها النظام على المدنيين
لخسارة العسكرية التي تكبّدها جيش النظام بالرغم من شبه السيطرة على بلدة غمام، أفقدته والدب الروسي أعصابه، فبدأ بداية بالقصف الليلي بالراجمات والصواريخ، وصباحاً قام بغارات الطيران شبه المتواصلة والتي أوقعت "مجزرة أوبين" في ظهر أمس.
يقول "أبو خالد" أحد المقاتلين على جبهة "غمام" والتي دخلها الجيش منذ فترة قصيرة لأخبار الآن: "رغم سيطرة جيش النظام على قرية غمام بسياسة الأرض المحروقة، قمنا أيضاً بالرد عليه بالتمشيط بالرشاشات وقذائف الهاون على الدشم والتحصينات التي سيطر عليها مؤخراً".
وكان الثوار قد قاموا اليوم بتحرير منطقة "المضخات" والتي تعتبر خط الدفاع الأول عن بلدة "غمام" وقطع أحد طرق الإمداد الهامة له، ويبقى تخوّف الأهالي قائماً ومستنفراً في جميع المخيمات التي تأوي النازحين الهاربين من جحيم القذائف، حيث حفظوا سياسة النظام عن ظهر قلب: خسارة جيش النظام على الأرض لا يردّها بالمعارك، بل على المدنيين العزل.