أخبار الآن | انطاكيا – تركيا – (علي أبو المجد)

أقام مجموعة من السوريين مدرسة في مدينة أنطاكيا التركية ، تستقبل الاطفال السوريين الذين غيبتهم الحرب عن بلدهم .. مزيد من التفاصيل في سياق التقرير التالي .

انطلاقاً من أهمية تعليمِ الطفل السوري الذي غيبته الحربُ عن بلده، وتأكيداً لدور المرأة السوريةِ خارجَ حدود الوطن ، افتُتِحتْ مدرسةُ فاطمة الزهراء في مدينة أنطاكيا التركية بجهودٍ فردية وإمكانياتٍ بسيطة .

مقابلة مع مديرة المدرسة : نجلاء حجازي 
"ايماناً بأهمية تعليم الطفل السوري ، انطلقت قبل سنتين بمدرسة فاطمة الزهراء من منزلي المؤلف من غرفتين واللتان كانتا تستوعبان حوالي خمسين طالبا، ثم بعد ذلك تواصلت مع جمعيات وجهات اسلامية وحصلت على مبلغ بسيط وقمت بفتح المدرسة في هذا المنزل الذي نحن فيه" .

يحتوي المنزلُ الذي حُوِّل إلى مدرسة على خمس غرفٍ صفية ، المطبخُ واحدٌ منها ، وتستوعبُ هذه الغرفُ مجتمعةً حوالي أربعَمئةٍ وخمسينَ طالباً من مرحلة التعليم الأساسي ، مقسمينَ على ثلاثة أفواج ، وتعتمد هذه المدرسةُ  المناهجَ السوريةَ المعدّلة وهي ذاتُها التي تُدرسُ في المناطق المحررة ، مضافاً إليها اللغةُ التركية ،  كما و تمنحُ المدرسةُ تلاميذها شهاداتٍ معترفاً بها في البلد ذاته وذلك برعاية منظمة جانسو التركية .

لكن ثمة عوائقُ عدَّةٌ تؤثّرُ في سير العملية التعليمية من أهمّها ضعفُ الإمكانياتِ الماديّة وارتفاعُ أعدادِ الطلاب مقارنةً بمساحة المدرسة الضيقة ، والتي تفتقر لكثير من شروط البناء المدرسي ، من جهتها ، تقول المدرسة أحلام الحموي: "إن أعداد الطلاب الكبيرة تؤثر على استيعاب الطلاب أنفسهم وعلى أداء المدرس ، أيضا من الناحية المادية نحن كمدرسين يتقاضى كل واحد منا حوالي تسعين دولاراً ، وهذه المبالغ نقوم بجمعها من الطلاب كاشتراك شهري وهو اشتراك رمزي، نتمنى أن يكون هناك نقابة للمعلمين لتهتم في أحوالنا" .

وتضيف المديرة نجلاء حجازي قائلة :
"كون أنه لا يوجد هناك رواتب للمدرسين في هذه المدرسة لذا يترك بعض المدرسين التدريس وينضموا الى مدارس أخرى تستطيع أن تؤمن لهم أجور شهرية ، وقد يكون ذلك
في منتصف العام الدراسي ، لذا نقوم بالبحث عن مدرسين جدد ولا بد من فترة زمنية ليتأقلم الطالب مع المدرس الجديد وهذا يؤثر على استيعاب الطالب" .
 
وما أضيق هذه المدرسة لولا هذه الفسحةُ على السطح ، والتي يتخذ منها الأطفال مكاناً للراحة وتبادلِ القصصِ والأحاديث دون أن يدروا بأن معاناتهم قصة وهم أبطالها ، إلا أن وضعَهم هذا هو أفضل بكثير من وضع أقرانهم الذين لا زالوا خلف الحدود ، ويعيشون القصة بكامل تفاصيلها .