أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (جواد العربيني)
مع واقع الألم والحصار الذي تعاني منه مدينة عربين بريف دمشق، يتخلى الأطفال عن مدارسهم ، لتصبح وظيفتهم اليومية هي البحث عن الطعام بين مقرات الجيش الحر؛ شجرة التوت الشامي هي الاستراحة اليومية لهؤلاء الأطفال، بعد يوم طويل يقضونه في البحث عن الطعام.
لم تعد المدرسة مهمة بعد اليوم، فما كان يعلمه الآباء لابنائهم عن معادلة الدراسة والمستقبل، يبدو أنها لا تصلح في عهد نظام الأسد، يستبدل أطفال مدينة عربين حقائبهم الدراسية بأوعية بسيطة، ويبدءون كل يوم رحلة البحث عن الطعام هنا وهناك، وكما لكل رحلة استراحة، فلابد لهؤلاء الأطفال من استراحة تقيهم حرارة الشمس، وتعطيهم بعضا من الطاقة لاستمرار بحثهم عن الطعام؛ وشجرة التوت الشامي هي خير استراحة لهؤلاء الاطفال من مشقة يوم طويل.. يقول أحمد: “ليس لدينا لا طعام ولا شراب، بينما يأتي الطعام للجيش الحر، نقوم بقطف ثمار التوت وأكلها”.
يبدأ الاطفال بقذف الحجارة على شجرة التوت التي لاتبخل عليهم بثمارها، تأتي مقاتلات النظام الحربية وتحلق فوق سماء المنطقة لكن ذلك لم يمنع هؤلاء الاطفال من متابعة عملهم والاستمرار بتناول ثمار التوت. يقول الطفل أحمد: “اذهب كل يوم الى مطاعم الجيش الحر من أجل أن نأكل، بينما يأتي الطعام أقوم بأكل بعض التوت” .
يبدأ توزيع الطعام للجيش الحر، يترك هؤلاء الاطفال شجرة التوت ويتسارعون للحصول على بعض الطعام لاسرهم، بعضهم ينجح في الحصول على القليل من الطعام وسط سرور يبدو جليا على وجهه، وبعضهم الآخر يبدو الحزن واضحا على عينيه لكن تناول بعضا من حبات التوت قد يعيد إليه البهجة من جديد.