الرقة، سوريا، (سعاد نوفل، أخبار الآن) – ‎حدّثنا بكلمات مختزلة عن رحلته في سوريا وثورتها الجريحة التي باتت كفتاةٍ تنتظر المعتصم ليثأر لكرامتها المستباحة من ذاك الوحش المقنّع منذ عشرات السنين، وضع الأب باولو في سحوره الأخير في الرقة إبراهيم في حجره وداعبه بكلمات “حبيب الروح يا إبراهيم” وهو يشرب الشاي السوري مع قطعة الجبن وبعضا من اللبنة بيتوتيّة الصنع وإبراهيم ينظر إلى نظارته المستديره وذقنه البيضاء الصافية وابتسامته التي ما فارقت وجهه، نعم إنه ذاك الأب الذي لطالما أحبّ سوريا والسوريين وناصر ثورتهم لأنّها حق هذا ما قاله لنا بحروفٍ روحانيّة وهوه ما يزال ينظر إلى إبراهيم ويرمقه بنظرات العطف والحزن لابتعاد والده الثائر عنه عنوَتا ناداني بالحُرّة وناولني الكاميرا وهنا مرّت من أمامي صور لوالدي المرحوم منذ وقتٍ قريب اسطفّت الدموعُ بعيني وبقيت جامدة في المحاجر.. سعاد خذي لي صورة مع حبيب الروح إبراهيم هكذا أراد أن يكون زادهُ صورا لسوريين من الرقة أحب وجوههم ليحملها في ترحاله لبلادٍ تشبه طيبته، تابع أبي كما أحب أن اسميه، سحوره مع حبات المشمش والزيتون وبسرعةٍ نزل إبراهيم وتناول الكاميرا وراح يلتقط لهذا الجد الإنسان صورا بقيت مخزّنة في ذاكرة الطفل وجدّه ابتسم أبونا كثيرا فرحا لأنه استطاع أن يدخل الفرح إلى قلب إبراهيم الصغير، حمد الله على نعمهِ وارتشف قليلا من الماء قائلا “نويت الصيام غدا بإذن الرب”.. يا أبانا الإنسان إشتقتُ وإبراهيمَ لنورك.