طفل موريتاني عالق وسط السيول وأبوه ينادي ”لا تنم رجاءً“
انتشر مقطع فيديو مؤلم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لطفل موريتاني يدعى ”شبو“ ويبلُغ من العمر 11 عامًا، وهو عالق في سد تغمره السيول منذ الساعة العاشرة من صباح يوم السبت، فيما فشلت جهود متعددة لإنقاذه، رغم تدخل فرقة من الدرك وأخرى من الأمن المدني، وأخيرًا وحدة من الجيش.
بدأت قصة الطفل حين توجّه رفقة مجموعة من أصدقائه إلى سد بومديد، حيث تعوّدوا على السباحة في مياه السد حين يكون مستواها منخفضًا، فيصعدون على أساطين كاسر السيل، ويقفزون في المياه المتجمعة داخل السد.
وبحسب مصادر محلية فإن الطفل حين كان يسبح في السد، باغته السيل القادم من هضبة تكانت المجاورة، فالأمطار التي تتساقط في أعالي الهضبة تتسبب في سيول متفرقة يتجمع أغلبها أسفل الهضبة، في مناطق من أشهرها وادي بومديد.
وأصبح السد مسرحًا لقصة طفل يجلسُ مستسلمًا على أسطوانة من الخرسانة، تحيط به السيول الجارفة، لا يرتدي سوى سروال قصير، ولم يأكل أو يشرب لأكثر من 12 ساعة متواصلة، فيما يرتعش جسده الصغير على وقع الرياح الهادرة فوق السيل القادم من أعالي الهضبة.
وتداول المستخدمون المقطع حيث يسمع صوت والده يستخدم مكبر صوتٍ لينادي عليه بعد أن حلَّ الظلام: ”شبُّو لا تستلم للنوم، نحن قادمون إليك“.
نداءات الأب المتمسك بالأملِ، ولهفة الأم الواقفة غير بعيد، ووجوه سكان المدينة المنكسرة، كان يتناقلها الموريتانيون في مقاطع فيديو قصيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وحده ”شبُّو“ كان يجلس مستسلمًا لقدره، كان في البداية يتفاعل مع أهالي المدينة المتجمهرين على جانبي الوادي، ولكنه مع مرور الوقت أصبح يكتفي بالمتابعة دون أي تفاعل.. وينتظر!.
وحاول الأهالي إنقاذ الطفل عبر مبادرات قام بها أشخاص يتقنون السباحة، من أبرزهم طبيب المدينة، الذي قطع جزء من المسافة نحو الطفل، ولكنه تراجع بسبب قوة تدفق السيل، الذي منعه من التقدم أكثر.
وبالتزامن مع ذلك، انتشرت على الصفحات الاجتماعية صور وفيديوهات الطفل ”شبو“ العالق في السد، حيث دعا الناشطون السلطات المعنية للإسراع في إنقاذ حياة الطفل، قبل أن ينال منه التعب.
وبقي الحال على ما هو عليه حتى صباح اليوم الأحد، حين أعلنت وزارة الداخلية واللامركزية أن فرق الإنقاذ وصلت سد بومديد لإنقاذ الولد العالق.
وأوضحت الوزارة، في إيجاز صحفي، أن خطوات الإنقاذ تسير بوتيرة متسارعة.
وبعد لحظات، أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، على حسابه الرسمي في تويتر، نجاح جهود إنقاذ الطفل.