خطر توقف الانترنت أمرٌ وارد.. ماذا سيحصل بالعالم؟

  • العالم شهد قبل أيام قليلة على أزمة كبيرة تتمثل بتعطل العديد من مواقع الانترنت
  • شركة “فاستلي” الأمريكية لخدمات الحوسبة السحابية قالت إن “مشكلة فنية” لديها أدت إلى وقوع هذا العطل
  • تعتمد جميع مواقع الويب تقريباً على مزود خدمة مثل “فاستلي”- الذي يدير ما يسمى بـ”شبكة توصيل المحتوى” أو “CDN” كطبقة بين مستخدمي الإنترنت والخوادم
  • ما حصل مؤخراً يدق جرس الإنذار ويكشف عن هشاشة الانترنت الذي قد يتعطل في أي لحظة
  • في حال توقف الانترنت، ستصبح التجارة الإلكترونية والبريد الإلكتروني والرسائل الفورية ومكالمات الفيديو أمراً مستحيلاً

قبل أيام قليلة، تعطل العديد من مواقع الانترنت في العالم بينها مواقع تابعة لوسائل إعلام كبرى، بالإضافة إلى موقع الحكومة البريطانية.

وحينها، ذكرت وكالة “فرانس برس” أنّ عطلاً ضرب موقع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، فضلاً عن موقع صحيفة “لو موند” الفرنسية والموقع الخاص بصحيفة “الغارديان”.

ووفقا لوكالة “رويترز”، فقد تم إغلاق العديد من المواقع الإلكترونية التي تديرها منافذ إخبارية بما في ذلك “فايننشال تايمز”، “نيويورك تايمز”، “بلومبرغ نيوز”. وكذلك، فإنّ موقع البيع بالتجزئة التابع لشركة “أمازون” واجه انقطاعاً.

وبعد الجدل والبلبلة التي حصلت إزاء ذلك، قالت شركة “فاستلي” الأمريكية لخدمات الحوسبة السحابية إن “مشكلة فنية” لديها أدت إلى وقوع هذا العطل.

وعلى الرغم من أنّ الانقطاع لم يدم طويلاً ، إلا أنه كان بمثابة تذكير صارخ بهشاشة الإنترنت. وأكثر من ذلك، فإنه في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن مخاطر الهجمات السيبرانية على البنية التحتية المادية الحيوية للولايات المتحدة، قد يثير الانقطاع السريع للانترنت إنذارات حول المخاطر التي تتعرض لها بنيتنا التحتية الرقمية أيضاً.

وتعتمد جميع مواقع الويب تقريباً على مزود خدمة مثل “فاستلي”- الذي يدير ما يسمى بـ”شبكة توصيل المحتوى” أو “CDN” كطبقة بين مستخدمي الإنترنت والخوادم حيث يتم استضافة المحتوى الخاص بهم، وفق ما ذكرت شبكة “CNN” الأمريكية.

وتكمن المشلكة في أنه لا يوجد سوى عدد قليل من مشغلي “CDN”، وإذا تعطل أحدهم سواء كان ذلك بسبب خطأ برمجي وتقني، كما في حالة Fastly، أو بسبب هجوم إلكتروني، فإن الكثير من المواقع على الانترنت سوف تلقى ضرراً كبيراً وسوف تتأثر بشكل أساسي.

وقال نيك ميريل، زميل باحث في مركز الأمن السيبراني طويل الأمد بجامعة كاليفورنيا في بيركلي: “بالتأكيد أكبر نقطة مركزية على الإنترنت هي شبكات CDN هذه، مما يجعلها هدفاً محتملاً لمجرمي الإنترنت أو الجهات الحكومية”.

وتعتمد المرافق ومنصات الوسائط الاجتماعية والمؤسسات الإخبارية والخدمات المالية والوكالات الحكومية على شبكات “CDN” مثل “فاستلي” لتشغيل مواقعها على الويب.

وعلى الرغم من أن “فاستلي” كانت قادرة على استعادة خدمتها بسرعة، يمكن للمرء أن يتخيل سيناريوهات مستقبلية إشكالية إذا كان الأمر أكبر من ذلك.

وحتى قبل الانقطاع الشهير بالانترنت هذا الأسبوع، كان خبراء البنية التحتية للإنترنت يدقون ناقوس الخطر بشأن التركيز في فضاء “CDN”، حيث يمكن للعدد الصغير من كبار المزودين أن يكونوا هدفاً كبيراً للهجمات الالكترونية.

ماذا يحدث لو انقطع الانترنت حول العالم؟

في هذا الزمن، فإنه لا يمكن تصوّر عالم من دون إنترنت. وفي حال حصل ذلك، فإنّ الكارثة كبيرة على جميع الأصعدة.

ومن منظورها الخاص، تقول الباحثة في علوم الاتصال فرانشيسكا موسياني إن المركبات ذاتية القيادة ستتوقف في مكانها في الحال تقريباً، وعلى الطرق السريعة لن يعود بالإمكان لأي مركبة المرور من البوابات الإلكترونية، ما سيؤدي إلى اختناقات مرورية هائلة.

وفي الشوارع، ينظر عدد لا يحصى من المارة إلى أجهزة اتصالاتهم الفارغة، فيما يشهدون العديد من حوادث تحطم الطائرات البريدية أو غيرها من طائرات توصيل الطلبات المسيرة.

كذلك، سيؤدي انقطاع الاتصال عن البائعين والصرافين الآليين بالكامل، إلى الإغلاق السريع للمحلات التجارية والمتاجر الضخمة التي تعتمد عليهم اعتماداً كلياً. وفي كل الأحوال، لن يتمكن المجتمع الذي كفّ عن التعاملات النقدية ويعتمد على الدفع إلكترونياً من معرفة الطريقة التي يسدد بها ثمن مشترياته.

ومع هذا، ستنقطع الكهرباء عن مساحات هائلة لأن الشركات التي تقدم الخدمة لن تعود قادرة على تلقي المعلومات بصورة صحيحة من مستشعراتها على شبكة الكهرباء وفي منازل المواطنين، ولن يعود بإمكانها إدارة إمدادات العديد من المناطق بالكفاءة اللازمة.

وإلى جانب كل هذا، فإنّ الإنتاج الصناعي سيتعطل بأكمله تقريباً في جميع أنحاء العالم. وستوقف المراكز المالية على الفور جميع عملياتها، وستلغي جميع الطلبات قيد التنفيذ حينها.

كذلك، ستصبح التجارة الإلكترونية والبريد الإلكتروني والرسائل الفورية ومكالمات الفيديو أمراً مستحيلاً، كما أن شركات مثل غوغل وأمازون وعلي بابا ستنهار، وقد ترى شركات أخرى مثل مايكروسوفت تفقد أقساماً هائلة من عملياتها. حتى أنّ الشركات التي تستخدم الويب فقط كوسيلة للإعلان ستتأثر سلباً، وسيصبح مئات الآلاف من الاشخاص عاطلين عن العمل.

شاهد أيضاً: وسط كثرة الإختراقات الرقمية.. كيف تحافظ على سرية بياناتك في الإنترنت؟