أخبار الآن | المملكة المتحدة – BBC
بات واضحاً أن تقنيات الذكاء الإصطناعي تنخرط في أغلب الأنشطة التي يقوم بها الإنسان، كما أن الروبوتات ستصبحُ عنصراً أساسياً في مهامٍ كثيرة، ليس فقط على اليابسة، وإنما تحت الماء أيضاً.
وتسعى بعض الشركات العاملة في مجال المسح البحري لاستخدام الروبوتات في أعماق المحيطات بهدف تنفيذ مهامها. ووفقاً لـ”BBC”، يعمل جيس هانهام، مؤسس شركة “Spectrum Offshore” المتخصصة في إجراء عمليات المسح البحري، ضمن مواقع مزارع طاقة الرياح البحرية.
وحالياً، فإن العمل قائم في مصب نهر التايمز، وقد تلتقط فرق الشركة إشارات لوجود ذخائر غير منفجرة في أعماق المياه، خصوصاً أن هذه المناطق كانت أهدافاً للقصف خلال الحرب العالمية الثانية.
ويجري جمع البيانات والمعلومات بناء لعمليات المسح، ويمكن لمديري المشاريع الخاصة بمزارع الرياح أن يقرروا ما إذا كانوا سيضعون التوربينات والمعدات الأخرى على مسافة آمنة من القنابل المشتبه بها، أو أن يقوموا بتفجيرها بواسطة شركة متخصصة.
وفي الوقت الحالي، يتم إجراء المسح البحري بواسطة فرق تخرج على متن قوارب، وتقوم بجمع البيانات وتعيدها للتحليل. وفي بعض الأحيان، تقوم العملية على سفينة صغيرة نسبياً بها 2 من أفراد الطاقم ومساح مع مجموعة أدواته. لكن مشاريع المسح الأوسع في البحر يمكن أن تشمل قوارب أكبر بكثير، مع عشرات من أفراد الطاقم، بتكلفة تصل إلى 100000 جنيه إسترليني في اليوم.
ومع هذا، تختلف معدّات الاستشعار بحسب الوظيفة، ولكن يمكن أن يؤدي سوء الأحوال الجويّة إلى تعطيل العمل بسبب الأجواء غير المريحة.
ولذلك، فإنّ الرئيس التنفيذي لشركة “روفكو” بريان ألين يشير إلى أن “شركته هي واحدة من عدة شركات تتطلع لإدخال أنظمة الذكاء الإصطناعي في عمل المسح البحري، وهم يرون مستقبلاً قائماً على عمل الروبوتات تحت الماء، وستكون قادرة على تنفيذ أعمال المسح من دون إشراف بشري كبير، وإرسال البيانات إلى المساحين في المكاتب”.
وتعمل “روفكو” التي تتخذ من بريستول مقراً لها، على الأجزاء الرئيسية من هذه التكنولوجيا، إذ درّبت نظاماً للذكاء الاصطناعي للتعرف على الأشياء الموجودة في قاع البحر، وذلك من البيانات التي تم جمعها في البحر، وهي عملية استغرقت قرابة الـ4 سنوات.
وتعني إضافة الذكاء الإصطناعي أنّ البيانات لا يجب أن يتم تحليلها من قبل إنسان على متن السفينة، أو إعادتها إلى الشاطئ للتقييم. وفعلياً، يتم تنفيذ هذا العمل هناك، وبعدها بواسطة الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه العمل على متن السفينة، أو قريباً على الروبوت نفسه تحت الماء.
إلى ذلك، طورت “روفكو” أيضاً نظام رؤية ينتج خرائط دقيقة للبنية التحتية تحت الماء. وحالياً، تجمع الشركة بين نظام الرؤية والذكاء الاصطناعي والمركبة تحت الماء في حزمة واحدة.
وفي الوقت الحالي، تمتلك 6 بلدان فقط صناعة طاقة الرياح البحرية على نطاق تجاري. وفي غضون 10 سنوات، يتوقع أن تنضم 20 دولة إلى هذا النادي. وفي العام الماضي، تم توصيل 29 غيغاوات من طاقة الرياح البحرية بشبكات الكهرباء حول العالم. وفي العام 2029، توقعت شركة Wood Mackenzie أن يصل الرقم إلى 180 غيغاوات. وسيشمل ذلك بناء آلاف من توربينات الرياح ومد آلاف الكيلومترات من الكابلات لربط مزارع الرياح تلك، وسيحتاج كل ذلك إلى خدمات المساحين تحت الماء.
الذكاء الاصطناعي يكمل ما بدأه بيتهوفن