أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (BBC)
منذ عقود طويلة، اكتشف الهنود مزايا النظام العشري، وبدأو باستخدامه منذ القرن الثالث. والنظام هذا هو الذي تحدد فيه مواقع الأعداد قيمتها، سواء كانت من العشرات أو المئات أو الآلاف، وهكذا. لقد وضع الهنود أساس الأرقام من 1 إلى 9 التي تستخدم في شتى أرجاء العالم، كما أنهم اخترعوا الرقم صفر.
ويعود أول استخدام مدون للرقم صفر إلى القرن التاسع، ولكن من المرجح أنه كان مستخدماً قبل ذلك بمئات السنين. لقد وجد هذا الرقم مدوناً على جدار معبد صغير داخل قلعة غوايلور وسط الهند، وقد أصبح هذا المعهد مكاناً مقدساً في مجال الرياضيات، بسبب الرقم “صفر”.
أمّا في مصر وبلاد ما بين النهرين، فإنّ الصفر كان معروفاً، لكنّ الهنود هم الذين قاموا بتحويله إلى رقم، الأمر الذي أحدث قفزة في المفاهيم الرياضية وثورة في الرياضيات.
كيفية اختراع الصفر
وعن كيفية اختراع الصفر، فإنه لا يوجد أي سبب حضاري أو ثقافي وراء اختراع هذا الرقم. لكن من المحتمل أنّ الفكرة والرمز المستخدمين للإشارة للصفر كان مصدرهما العمليات الحسابية التي كانت تجرى على الأرض باستخدام الأحجار. فعند إبعاد الأحجار المستخدمة في العمليات الحسابية، كانت تخلف فجوة دائرية، تمثل الانتقال من شيء إلى لا شيء.
إلى ذلك، فقد أوضح عالم الرياضيات الهندي الشهير براماغوبتا السمات الرئيسية للصفر في القرن السابع. وحتى الآن، ما زالت حساباته الأساسية الخاصة بالصفر تستخدم في المدارس في كل بقاع العالم، وهي:
1 + 0 = 1
1 – 0 = 1
1 x 0 = 0
)Dawn)
أمّا مفهوم ما لا نهاية، فقد اكتشفه عالم الرياضيات الهندي باسكارا، الذي استحدثه في القرن الثاني عشر، وخلص إلى أن القسمة على صفر تساوي ما لا نهاية.
الأرقام السالبة
كذلك، فقد تمكّن الهنود من الوصول إلى الأرقام السالبة والصفر، لأنهم تصولوا لرؤيتها كمفاهيم مجردة. إلى هذان فقد كشف المنظور التجريدي الهندي للرياضيات طرقاً جديدة لحل المعادلات التربيعية، التي تضم الأعداد المربعة. وسمح فهم براهماغوبتا للأرقام السالبة بإدراك أن المعادلات التربيعية سيكون لها دائماً حلين، وسيكون أحدهما سالباً، كما أنه أيضا حل معادلات بمتغيرين “س” و “ص”.
وفي الغرب، فإنّ هذا التقدم لم يحدث إلّا في العام 1657، عندما قدم عالم الرياضيات الفرنسي بيير دو فيرما حله، دون أن يكون على دراية بأن زملاءه الهنود توصلوا لما خلص إليه قبل ذلك بألف عام.
إلا أن الاكتشافات الهندية لم تقتصر عند هذا الحد، بل أنّ علماء الرياضيات في الهند كانت لهم اكتشافات في حساب المثلثات. وفعلياً، فقد استخدم الهنود حساب المثلثات لدراسة العالم حولهم، ويشمل ذلك الإبحار وحساب المسافات في الفضاء. غير أنّ الأغريق كانوا أول من طور ما يمكن تسميته “قاموساً يترجم حساب المثلثات إلى أرقام والعكس”، لكن الهنود طوروا الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ قاموا بحساب المسافة بين الأرض والقمر وبين الأرض والشمس.
القيمة الثابتة Pi
وتمكن العلماء الهنديون من حلّ لغز واحد من أهم الأرقام في الرياضيات وهي النسبة الثابتة (Pi)، وهي القيمة الرقمية للنسبة بين محيط الدائرة وقطرها. وPi هو رقم يستخدم في أنواع كثيرة من الحسابات، ولكن له أهمية خاصة للمهندسين والمعماريين، لأن كل قياساتهم تستخدم انحناءات تتطلب النسبة الثابتة.
وخلال القرون الماضية، تمكّن العلماء من التوصل إلى القيمة المحددة للقيمة الثابتة. وفي القرن السادس، توصل عالم الرياضيات الهندي أرياباتا إلى رقم محدد وهو 31416.
كذلك، فقد استخدمه أيضاً لقياس محيط الأرض، وتوصل إلى أنه 39968 كيلومتراً، وهو رقم قريب للغاية من الرقم الذي نعرفه حالياً 40074 كيلومتراً.
(Phys.org)
مصدر الصورة: Knight Times
للمزيد:
في دماغك “زر للحذف”.. هكذا تُزال المعلومات القديمة منه