راغب شحادة
أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
هل وقفت تراقب أسراب الطيور المهاجرة المحلقة عاليا؟ على الأغلب جميعنا فعل ذلك، مشهد آسر نراه عند تقلب الفصول، كأنها بشائر موسم جديد، هكذا تبث الطبيعة أخبارها العاجلة، ولكنه ليس المشهد الوحيد، فثمة هجرات أخرى لكائنات دابّة، لا نراها إذ أننا لا نسلك ذات الطريق.
إذ يؤدي التغير المناخي إلى تغير في شكل الفئران، ويدفع أنواعا منها للهجرة شمالا حيث الشتاء صار أكثر اعتدالا، بحسب ما أظهرت دراسة حديثة.
وقالت عالمة الأحياء فيرجيني ميليين، في هذه الدراسة: "الشتاء الأكثر اعتدالا هو السبب في هذه التغيرات في الشكل التي طرأت على نوعين من الفئران في كيبيك في سنوات الـ50 الماضية، في مثال نموذجي على أثر التغير المناخي على هذه الحيوانات الثديية الصغيرة".
وركّزت الدراسة، التي أعدّها باحثون في جامعة "ماكغيل" الكندية، على نوعين من الفئران التي تعيش في المناطق الشرقية من أميركا الشمالية، وهي فئران سلفستر والفئران ذات القوائم البيضاء.
إقرأ: ما التفسير العلمي لغيرة الحيوانات على شركائها؟
ومع ميل الشتاء أكثر فأكثر إلى الاعتدال، باتت الفئران ذات القوائم البيضاء تهاجر شمالا "بوتيرة 11 كيلومترا في السنة"، وفقا للدراسة التي نقلت وكالة فرانس برس مقتطفات منها.
ورغم أن نظرية التطوّر تشير إلى أن التغيرات المناخية تؤدي إلى تغيرات لدى الحيوانات، لم يكن بحوزة العلماء قبل الآن سوى قليل من المؤشرات على ذلك، وفقا للباحثة.
ومع مراقبة معطيات جمعت على مدى 10 سنوات، وتحليل عينات محفوظة منذ العام 1950، توصل الباحثون إلى أن تغيرا في شكل الجمجمة طرأ على هذين النوعين من الفئران مع مرور الزمن.
وتتشابه التغيرات بين النوعين، لكنها أوضح لدى الفئران ذات القوائم البيضاء، وقد أصبح شكل الجمجمة بين النوعين مختلفا. ومن التغيرات الملاحظة تراجع في أضراس الفك، يرجّح أن يكون سببه تغير النمط الغذائي بسبب التغير المناخي، إضافة إلى التنافس على الغذاء..