عكف باحثون بريطانيون على تطوير بدلة كاملة تكشف كذب الشخص من حركاته كبديل عن جهاز كشف الكذب الذي تستخدمه الشرطة منذ عشرات السنين، وقد بلغ معدل نجاح الاختبارات على هذه البدلة أكثر من 70%.
يشار إلى أن جهاز كشف الكذب الحالي يسجل التغيرات في النبض والتعرق والتنفس للإشارة إلى شعور المذنب، لكن البدلة الجديدة تعمل على الفرضية الأساسية أن الكذابين يتحركون بعصبية أكثر، ومن ثم تستخدم البدلة 17 مجسا يسجل حركة 23 مفصلا بمعدل 120 مرة في الثانية بطريقة ثلاثية الأبعاد.
وتبلغ تكلفة البدلة الجديدة نحو 46 ألف دولار، وما زالت غير مريحة، ويسعى الباحثون إلى تطويرها وخفض تكلفتها، ومن ثمّ فهم يعكفون على بدائل منخفضة التكلفة بما في ذلك استخدام تقنية استشعار الحركة من ألعاب الحاسوب مثل أجهزة "كينكت" التي طورتها شركة مايكروسوفت لجهاز إكسبوكس.
بدلًا من تعابير الوجه أو الاسترسال في الكلام أو هز الذراعين، التي تعتبر كلها علامات على الكذب، فإن التكنولوجيا الجديدة تعتمد على مراقبة حركات الجسم بكامله كمؤشر إلى علامات شعور بالذنب.
وبنسبة نجاح تزيد على 70 في المئة في كشف الكذب، كما أظهرت الاختبارات، فإنه من الجائز أن تعلن التكنولوجيا الجديدة نهاية جهاز التخطيط الكهربائي المعتمد منذ ما يربو على 100 عام في كشف المجرمين والجواسيس.
جهاز التخطيط
يسجل جهاز التخطيط الكهربائي للكشف عن الكذب، الذي لا يزال يُستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة، التغييرات التي تحدث في نبض القلب والتعرق والتنفس، للإشارة إلى تأنيب الضمير وشعور الشخص بالذنب.
لكن التكنولوجيا الجديدة، التي تتخذ شكل بدلة يرتديها المشتبه فيه، تعمل على أساس أن حركات الكاذب تزيد على هذه المؤشرات، وبالتالي فهي تستخدم 17 حساسًا تسجل حركات الجسم 120 مرة في الثانية بثلاثة أبعاد لرصد 23 مفصلًا.
وقال البروفيسور روس أندرسون، أستاذ الهندسة الأمنية في جامعة كامبردج وعضو فريق الباحثين، لصحيفة الغارديان "إن عقودًا من البحث في الكذب والخداع تبيّن أن المحقق يستطيع أن يميّز بين الحقيقة والأكاذيب بنسبة ليست أفضل من العشوائية إلا قليلًا، تبلغ نحو 55 في المئة".
وأضاف البروفيسور أندرسون أن جهاز الكشف عن الكذب باستخدام التخطيط الكهربائي معتمد منذ عشرينات القرن الماضي، وهو بقياسه الضغط الفيزيولوجي الناجم من القلق يمكن أن يحقق نسبة نجاح تصل إلى 60 في المئة، ولكن من السهل إساءة استخدامه كطريقة مساعدة على التحقيق، لافتًا إلى أن كثيرًا من الأشخاص يكونون أصلًا متوترين، وهم يواجهون جهازًا تخطيطيًا تعتمد عليه وظيفتهم أو حريتهم.
واختبر فريق الباحثين 180 طالبًا وموظفًا في جامعة لانكستر البريطانية طُلب من نصفهم أن يكونوا صادقين، ومن النصف الآخر أن يكذبوا. وأسفرت الاختبارات عن نسبة نجاح في كشف الكذابين زادت على 70 في المئة، وارتفعت إلى أكثر من 80 في المئة في بعض الحالات.
وقال البروفيسور أندرسون الذي عمل على تصميم بدلة الكشف عن الكذب مع باحثين من جامعة لانكستر وجامعة أونتريخت الهولندية إن ما تقوله التكنولوجيا الجديدة يتمثل في "أن الأشخاص المذنبين يتململون أكثر، ونحن نستطيع أن نقيس ذلك بدرجة عالية". ويعمل الباحثون الآن على إيجاد بدائل أقل كلفة من بدلة كشف الكذب، بينها استخدام تكنولوجيا تحسس حركة الجسم في ألعاب الكومبيوتر.