تبدو السماء في الليل لكثير من مراقبي النجوم كقطرة متلألأة من الماء. لكن هناك المليارات من النجوم المتنوعة الموجودة في الكون تملك العديد من الأعاجيب المحيرة، من الألعاب النارية النجمية الناتجة عن إنفجارات السوبرنوفا إلى الثقوب السوداء الخفية يحاول علماء الفلك تدريجياً فهم طريقة عمل النجوم وما الذي يجعل كل نوع منها فريداً..
1 – ألماس في السماء
عندما يستهلك نجم بكتلة مماثلة لشمسنا وقوده النووي، يخسر معظم طبقاته الخارجية لتبقى فقط نواة حارة تسمى القزم الأبيض. تكهن العلماء أن في قاع القزم الأبيض توجد قشرة تبلغ سماكتها 50 كيلومتراً مؤلفة من الكربون و الأكسجين المتبلورين بشكل مشابه للألماس.
سنة 2004 تم العثور على أحد الأقزام البيضاء بالقرب من مجموعة نجوم Centaurus و يسمى BPM 37093 مكون من الكربون المتبلور ويزن تقريباً 5 مليون تريليون تريليون باوند و هو ما يعادل 10 مليار تريليون تريليون قراط من الألماس!
2 – الجثث النجمية
Magnetars هي نجوم نيترونية كثيفة – نوع من الجثث النجمية – تملك حقلاً مغناطيسياً أقوى بمليارات المرات من أي مغناطيس على الأرض. تطلق هذه النجوم ومضات من أشعة X كل عشر ثون مصحوبة بإنفجار لأشعة غاما أحياناً، لم يتم تصنيف هذه النجوم كنوع منفصل حتى علم 1998 بعد عقدين من إكتشافها.
سنة 1979 راقبت تسع مركبات فضائية إصدار إشعاع تعادل قوته كمية الطاقة التي ستصدرها الشمس خلال 1000 سنة، قادماً من مكان توجد فيه بقايا إنفجار سوبرنوفا تسمى N49 .
3 – المساكن المتقاربة
تتكون عناقيد النجوم من الكثير من النجوم التي تتطور في الوقت نفسه بعضها مكون من عشرات النجوم و الأخرى من ملايين النجوم. يمكن رؤية بعض هذه العناقيد بالعين المجردة كعنقود الثريا المشهور التابع لكوكبة الثور. تتكون النجوم في المنطقة نفسها لكن سبب بقائها معاً لتشكيل عنقود ما زال لغزاً.
4 – القرقعة النجمية
يعتقد أن الزلزال النجمي هو تمزق سطح النجم النيتروني تماماً مثل الزلزال الأرضي. في عام 1999 حدد علماء الفلك أن هذه الإنفجارات هي السبب انطلاق أشعة X من النجم النيتروني. بقي توقع هذه الإنفجارات لغزاً..
لكن مؤخراً وجد John Middleditch وفريقه من مختبر لوس آلاموس الوطني أن هناك نوعاً من النجوم النترونية يسمى النابض pulsar، الزمن اللازم للهزة التالية فيه يتناسب مع حجم الهزة السابقة.
5 – النجوم الفائقة
يولد النجم النيتروني من إنفجار سوبرنوفا الذي يضغط نواة النجم المحتضر – الذي تكون كتلته أكبر من كتلة الشمس – إلى كرة بحجم مدينة صغيرة، هذه النجوم هي أكثر الأشياء كثافة في الكون فمقدار ملعقة صغيرة يزن مليارات الأطنان على الأرض.
سنة 2005 حدد علماء ناسا مصدر إنفجارات أشعة غاما التي تشع مقداراً من الضوء يعادل 100000 تريليون نجم وحلوا بذلك لغزاً عمره أكثر من 35 سنة، عندما يصطدم نجمان نيترونيان بسرعة تقدر بآلاف الأميال في الساعة ينتج عن الإصطدام هذه الألعاب النارية من أشعة غاما.
6 – رشقات النجوم
فئة جديدة من النجوم تسمى النجوم الدوارة الراديوية العابرة (rotating radio transients) يمكنها أن تكون ومّاضات flashers متقلبة. هذه النجوم هي عبارة عن نجوم نيترونية مضغوطة بشكل هائل ترسل رشقات من الأمواج الراديوية بشكل متقطع لفترة لا تتجاوز 2 ميلي ثانية مع فترات توقف أو فترات مظلمة تستمر لثلاث ساعات، ونتيجة لذلك فإن كشف هذه النجوم يعتبر مهمة صعبة.
حتى يتمكن علماء الفلك من كشف هذه النجوم، عليهم تحديد رشقاتها الراديوية من بين الكثير من الإشارات الراديوية الكونية المتداخلة ومع ذلك فمن الممكن أن يكون هناك مئات الآلاف من هذه النجوم في مجرة درب التبانة.
7 – بعض النجوم ليست وحيدة
على العكس مما كان يعتقد سابقاً، من الممكن أن لا تكون النجوم منعزلة، يتوقع علماء الفلك الآن أن %85 من النجوم في مجرتنا تتوضع في أنظمة نجمية متعددة. أكثر من نصف النجوم هي نجوم ثنائية أو نجمان مرتبطان مع بعضهما نتيجة جاذبيتهما المشتركة وكل منهما يدور حول الكتلة المركزية.عندما تجتمع ثلاثة نجوم أو أكثر مع بعضها تشكل ما يسمى نظاماً نجمياً متعدداً.
قدم علماء الفلك سنة 2005 دليلاً على وجود كوكب يدور في نظام ثنائي النجوم.
8 – الإنفجارات الغامضة
ترسل الإنفجارات الكارثية للنجوم أمواج صدمة تسير بسرعة 35 مليون كيلومتر في الساعة. نهاية حياة بعض النجوم يمكن أن تكون حدثاً مذهلاً يسمى السوبرنوفا، فعندما ينفجر نجم كتلته أكبر من شمسنا بثمانية مرات أو أكثر.
يتمزق الجزء الداخلي من النجم نتيجة ضغط الجاذبية الداخلي ويطلق الإنفجار نافورة من الضوء العالي الطاقة و المادة إلى الفضاء الخارجي. و منذ أن رصد إنفجار سوبرنوفا كيبلر سنة 1604 لم يتمكن علماء الفلك من رصد أي إنفجار آخر في مجرتنا.
9 – أشعة الشمس
يمكن أن تصل درجة حرارة الغلاف الجوي للشمس أو الكورونا إلى 2 مليون درجة مئوية ويمكن أن تقذف بشكل غير متوقع تيارات من الجسيمات العالية الطاقة بسرعة الضوء والتي تسمى بالتوهجات الشمسية، تتسارع هذه الحزم من الجسيمات المشحونة على طول الخطوط المنحنية للحقل المغناطيسي نحو الأرض..
حيث يمكن أن تشوش الإتصالات و تحدث خللاً في الأجهزة الإلكترونية وحتى الهواتف النقالة. بدأ علماء الفلك اليوم بفهم العمليات الداخلية التي تحدث في الشمس بهدف محاولة توقع حدوث هذه التوهجات.
10 – الثقوب السوداء
كثافة الثقوب السوداء هائلة لدرجة أن لا شيء يمكن أن يفلت من براثن جاذبيتها. عند عبور أفق الحدث لا مجال للعودة فهو الحد الذي لايمكن للضوء الهروب عند اجتيازه، تتشكل الثقوب السوداء من إنهيار النجوم الهائلة ويملك علماء الفلك أدلة قوية على وجودها..
إضافة لوجود ثقوب سوداء هائلة يمكن أن يصل وزنها إلى الملايين من الكتل الشمسية.