دبي، الإمارات العربية المتحدة، 21 ديسمبر 2013، متفرقات –
كشفت شركة “اي بي ام” النقاب عن قائمتها السنوية الثامنة المعروفة باسم “5 في 5” وهي قائمة تضم الابتكارات التي من شأنها أن تغيّر الطريقة التي يعمل بها الناس ويعيشون ويتفاعلون مع بعضهم البعض خلال الأعوام الخمسة القادمة.
تتناول قائمة “5 في 5” لهذا العام فكرة امتلاك كل شيء القدرة على التعلّم بفضل أنظمة الإدراك التي تميّز العصر الجديد حيث سيصبح بمقدور الآلات أن تتعلم وتفكر وتتفاعل معنا بطريقة طبيعية ومخصصة أكثر مما هي عليه الحال الآن.
وبدأت هذه الابتكارات بالظهور بفضل تضافر تقنيات الحوسبة السحابية وتحليل البيانات الضخمة وتقنيات التعليم جميعها معا، مع مراعاة اعتبارات الخصوصية والأمن لشرائح المستهلكين والمواطنين والطلبة والمرضى.
وبمرور الزمن، ستزداد أجهزة الكمبيوتر ذكاء وتخصيصا من خلال التفاعل مع البيانات والأجهزة والبشر، مما سيساعدنا على حلّ المشكلات التي كانت تبدو لنا مستعصية فيما مضى، وذلك باستخدام جميع المعلومات المحيطة بنا وتزويدنا برأي سديد أو بمفاتيح الحل حينما نكون في أمس الحاجة لذلك.
وسيؤدي عصر الحوسبة الجديد إلى ظهور الاكتشافات الهامة التي ستوسّع من القدرات البشرية وتساعدنا على انتقاء الخيارات الصحيحة وعلى البحث عن بعضنا البعض، وستساعدنا على التنقل في عالمنا بطرق جديدة وأكثر قوة.
وفي هذا الإطار قال الدكتور داريو غيل (مدير مختبرات التجربة الإدراكية لدى شركة “أي بي ام”) “إن معرفتنا اليوم تتفوق على معرفة أي جيل آخر في أي زمن من الأزمان، ورغم ذلك فإننا نكافح لمواكبة هذا الطوفان العارم من المعلومات المعقدة، ناهيك عن محاولة فهم المعنى المتضمن في الكميات الهائلة من البيانات التي نتلقاها بوتيرة متسارعة وبصورة مستمرة (…) ومن خلال ابتكار التكنولوجيا المصممة خصيصا كي تتعرف على طباعنا وتعزز من إدراكنا، فإننا سندخل عصراً جديداً من التقدم للأفراد والمجتمعات على حد سواء”.
وترتكز قائمة “5 في 5” لشركة “أي بي ام” على توجهات السوق والتوجهات الاجتماعية بالإضافة إلى التقنيات الناشئة عن مختبرات البحث والتطوير للشركة حول العالم والتي بمقدورها جعل هذه التحولات أمراً ممكناً.
وتتضمن التوقعات الخمس التي سترسم مستقبلنا وتؤثر علينا على المستوى الشخصي “التعليم المخصص: الفصول الدراسية ستفهم طبيعة الطلبة، الشراء من المتاجر سيتفوّق على الشراء عبر الإنترنت، المعالجة المخصصة: الأطباء سيستخدمون الحمض النووي (دي ان اي) للبشر بصورة اعتيادية للمحافظة على صحتهم، الأمن الرقمي: سيكون لدى كلّ منا حارس رقمي يعمل على حمايته على الإنترنت، مدن المستقبل ستساعدك على العيش فيها”.
سيكون بمقدور الفصول الدراسية فهم طبيعة الطلبة
يعتبر عدد الأفراد الذين لا يحصلون على تعليم كافٍ أحد التحديات العالمية الكبرى، وتشير التقديرات إلى أن هناك حوالي 2 من أصل كل ثلاثة بالغين في العالم لم ينالوا تعليماً ثانوياً أو ما يعادله.
وسيصبح بمقدور الفصول الدراسية في المستقبل منح المربين الأدوات اللازمة للتعرّف على طبيعة كل طالب وبالتالي يمكن للمربين تزويد الطلبة بالمناهج الدراسية المخصصة وفقاً لطبيعتهم بدءاً من مرحلة روضة الأطفال وحتى المرحلة الثانوية العليا ومواصلة ذلك حتى مرحلة التوظيف.
وخلال الأعوام الخمسة المقبلة سيكون بمقدور الفصول الدراسية أن تفهم طبيعة كل طالب باستخدام البيانات مثل الدرجات التي تمّ تحصيلها في الاختبارات، والانتظام في الحضور، وسلوك الطالب ضمن بيئات التعليم الإلكتروني، وليس فقط اختبارات الاستعداد.
وبفضل التحليلات المتقدمة التي يتمّ إجراؤها عبر الحوسبة السحابية سوف يستطيع المعلمون بناء قرارتهم على أسس سليمة والقدرة على التنبؤ بالطلبة المعرضين للخطر وبالعقبات التي تعترضهم ومن ثمّ اقتراح التدابير المناسبة لمساعدة الطلبة على تجاوز العقبات استناداً إلى نمط التعلم الخاص بكلٍّ منهم.
الشراء من المتاجر سيتفوّق على الشراء عبر الإنترنت
يعتبر التسوق عبر الانترنت من الأمور التي لا غنى عنها في الوقت الحالي، حيث وصلت مبيعات الانترنت في العام الماضي إلى تريليون دولار لأول مرة على مستوى العالم، وباتت تتفوق على مبيعات المتاجر.
وتتمتع الأسواق الإلكترونية حالياً بالعديد من المميزات لكونها تستطيع التعلّم من الخيارات التي نختارها عبر الانترنت، فيما لا يتاح أمام المتاجر الفعلية سوى الوقت الذي يقضيه المتسوق عند نقطة البيع، كما أن طبيعة البيع في صالات عرض المنتجات تجعل من الصعب على المتاجر الفعلية منافسة تجار التجزئة عبر الانترنت والذين ينافسونهم على السعر فحسب.
وفي غضون خمسة أعوام، ستساهم الابتكارات الجديدة في إعادة رجحان الكفة لصالح الشراء من المتاجر الفعلية مجدداً، كما سيستفيد تجار التجزئة المتمرسون من ميزة التسليم الفوري للمنتجات التي يتمّ شراؤها من المتاجر وقرب تلك المتاجر من العملاء لتوفير تجارب ليس بوسع متاجر الإنترنت توفيرها، وسوف يعززون من تجربة التسوق الرقمي من خلال توفيرها للمستهلك في مكان الشراء وجعله يلمسها بشكل مادي.
وبفضل الأجهزة المحمولة المدعومة بالحوسبة السحابية والتي تمكّن الأفراد من مشاركة الأمور الهامة والاحتياجات الصحية والغذائية والغرف الافتراضية والشبكات الاجتماعية، سيتمكن بائعو التجزئة قريباً من توقع المنتجات التي يرغب المشتري في الحصول عليها بدقة متناهية، وتنيجة لذلك ستتحول المتاجر إلى واجهات مليئة بالخبرات المخصصة لكل عميل.
الأطباء سيستخدمون الحمض النووي للبشر بصورة اعتيادية
يعتبر السرطان من الأمراض المعقدة وعلى الرغم من التقدم الهائل في الأبحاث والطب، إلا أن معدلات الإصابة بالسرطان ازدادت بنسبة 10% منذ عام 2008، حيث يصاب أكثر من 14 مليون فرد ويفارق الحياة 1.8 مليون مريض كل عام حول العالم جراء الإصابة بالسرطان.
لكن العلاج سيصبح أكثر تحديداً ودقة بفضل أجهزة الكمبيوتر التي ستساعد الأطباء على فهم كيفية تأثير الأورام السرطانية على المريض بتحليل الحمض النووي وتقديم مجموعة من الأدوية التي تقاوم السرطان بشكل أفضل.
كما أن التقدم في عمليات تحليل البيانات الهائلة وظهور الأنظمة المعرفية التي تعتمد على الحوسبة السحابية إلى جانب التقدم في مجال الأبحاث والاختبارات الجينومية قد يساعد الأطباء على تشخيص السرطان بصورة دقيقة ووضع ترتيبات خاصة لمعالجة السرطان لملايين المرضى حول العالم خلال الأعوام الخمسة القادمة.
ومن هنا، يتم وضع النتائج النهائية للتسلسل الجينومي بشكل كامل في الماكينات الذكية وتنقيح البيانات الهائلة من السجلات والنشرات الطبية لتقديم أفكار قابلة للتنفيذ عن خيارات معالجة الأورام.
سيكون لدى كلّ منا حارس رقمي يعمل على حمايته على الإنترنت
بالرغم من أننا نتمتع بهويات وأجهزة متعددة في هذه الأيام أكثر مما سبق ولكن تنقصنا الحماية ولا نزال عُرضة للسرقة، فقد شهد عام 2012 أكثر من 12 مليون ضحية لتزوير الهوية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الطرق التقليدية للحماية مثل كلمات المرور وبرامج الحماية من الفيروسات أو جدار الحماية لا تعد شاملة.
وتعتبر الطرق القائمة على القواعد قاصرة في الكثير من الاتجاهات، فهي مصممة للتعرف على الفيروسات أو نشاطات التزوير المعروفة فقط وعادة ما تتعامل مع نوع واحد من البيانات.
وفي غضون الأعوام الخمسة القادمة، سيستطيع كل منا الحصول على الحماية عن طريق الحارِس الرقمي والذي سيكون مدرَّباً على التركيز على الأشخاص والعناصر المنوط بها كما سيقدم مستوى جديداً من حماية سرقة الهوية.
كما تستوعب الحماية البيانات السياقية والظرفية والتاريخية لضمان هوية الشخص على الأجهزة المختلفة، وبتعلم المزيد عن المُستخدم يمكن للحارس الرقمي التدخل في الأنشطة الطبيعية والمعقولة وما إلى ذلك، كما يعمل كمقدم للمشورة عند الضرورة.
سيكون بمقدور المدن مساعدتك على العيش فيه
بحلول سنة 2030، ستمثّل المدن والحواضر في البلدان النامية ما نسبته 80 % من المجتمع المتمدّن وبحلول سنة 2050 سيبلغ معدل سكان المدن 7 من كل 10 أشخاص.
وفي غضون خمسة أعوام، سيكون بإمكان المدن الأذكى أن تفهم كيفية وقوع مليارات الأحداث فيها وقت حدوثها حيث ستتعلم أجهزة الكمبيوتر كيف تفهم احتياجات الناس وما يرغبون به وكيف ينتقلون من مكان إلى آخر.
وقريباً سيكون بإمكان المدن وقادتها فهم وتلخيص المعلومات الجديدة التي تقدّم إلى المواطنين دون قيود ومعرفة ما هي الموارد التي تحتاجها المدينة وأين ومتى، وبالتالي سيتمّ تحسين أداء المدينة بصورة ديناميكية استناداً إلى احتياجات المواطنين.