دبي , الإمارات العربية المتحدة , 30 نوفمبر ، متفرقات , أخبار الآن –
طرح في الأسواق العالمية الإصدار الخامس من لعبة Grand Theft Auto، وهي لعبة تخرج عن مألوف الألعاب الإلكترونية المعتادة، ويتهافت عليها المراهقون رغم التحذير من كونها موجهة لمن هم فوق الثامنة عشرة من العمر. فما مدى التأثير السلبي أو الإيجابي لهذا النوع من الألعاب على المراهقين؟ها هو الإصدار الخامس من سلسلة الألعاب الإلكترونية Grand Theft Auto يجتاح الأسواق العالمية. وتعتبرهذه اللعبة الأغلى في تاريخ إنتاج الألعاب الإلكترونية إذ بلغت تكلفتها 270 مليون دولار مقسمة بين تكاليف الإنتاج والتسويق.
وتثير لعبة Grand Theft Auto ضجة عارمة والكثير من الاحتجاجات لدى الأهل والمربين لما تمثله من طرح غير مألوف للتعاطي مع الحياة، أي من وجهة نظر الرعاع والعصابات والخارجين عن القانون. وهي لعبة موجهة بالدرجة الأولى للراشدين أي لمن هم فوق الثامنة عشرة من العمر.
صحيح أنها لعبة إفتراضية، غير أنها تدعو إلى المغامرة في عالم العصابات وعائلات المافيا، في عالم يسود فيه الفساد والدعارة والمخدرات، وتحمل في طياتها الكثير من العنف.
السؤال الذي يطرح ما مدى التأثير السلبي أو الإيجابي لهذا النوع من الألعاب على المراهقين؟
معروف أن كل ما هو ممنوع مرغوب، ورغم التحذير من أن اللعبة تتوجه لمن هم فوق الثامنة عشرة من العمر فإن كثيرين من المراهقين وأيضا الأطفال سيحصلون على Grand Theft Auto.
تأثير هذا النمط من الألعاب العنيفة وغير المألوفة على الأطفال
تقول الدكتورة كلوديا نعمة أبي حرب، الإخصائية بعلم النفس العيادي والمعالجة النفسية، إن لهذه الألعاب تأثير معين على تكوين نفسية الأطفال، إذ أن دماغ الطفل يشبه الأسفنجة، كل ما يراه يمتصه ويشغله. و”لكن هذا لا يعني أنه لو شاهد مجرم سيتحول إلى مجرم، ولكنه سيتشبع بالأفكار السلبية وحتى لو أنه لم يقم هو بالعمل الإجرامي مباشرة غير أنه سيتقبل فكرة هذا العمل وسيجد المبررات للأشخاص الآخرين الذين قاموا بالأعمال الإجرامية”.
تضيف الدكتورة كلوديا أن الأخصائيين لا يعرفون ما مدى تأثير هذه الألعاب على تكوين الطفل على المدى البعيد أي عندما يصبح في سن المراهقة. ولكن من الممكن أن تتثبت هذه الأفكار السلبية في دماغه وتؤثر على تكوين شخصيته في حال لم يكن في بنيته النفسية المناعة الكافية لكي يتمكن من التمييز بين الصحيح والخطأ. ومع تساهل الأهل يمكن مع بدء سن المراهقة أن يقوم هذا الطفل المراهق بأعمال مخالفة للقانون. تنبه الإخصائية بعلم النفس العيادي والمعالجة النفسية بأنه “حتى اليوم لا تتوفر أبحاث مباشرة لمتابعة هذا الأمر”.
وتعطي الدكتورة مثلا عن إمكانية التأثر السلبي والتعود على العنف. في الماضي عندما كانت تحدث أي جريمة قتل أو أعمال عنف، كان الشخص يخاف من مشاهد العنف هذه. غير أن اليوم، بحسبها، أصبحت هذه المشاهد عادية وكل ما يشاهده الفرد من عنف على التلفزيون خلق لديه نوع من “التعود”. فلم يعد لديه شعور بأن هذا الأمر خطأ. وتقول الدكتورة: “إذا كان هذا الأمر يؤثر سلبيا على الراشدين، يمكن أن نتخيل كيف يؤثر على الأطفال وهم في طور التكوين!” تشير الإخصائية أبي حرب إلى عامل سلبي آخر وهو عامل الوقت.
فالأهل كما تقول لا يراقبون الوقت الذي يقضيه الطفل يلهو بالألعاب الإلكترونية التي يمكن أن تصل إلى 8 ساعات في اليوم، “هذا وقت طويل في ممارسة الألعاب العنيفة حيث يتشبع الطفل بأجوائها وأفكارها السلبية تدخل دماغه حتى يظن أنها طبيعية”. تأثير الألعاب العنيفة على المراهقين إذا كانت لعبةGrand Theft AutoV ممنوعة عن الأطفال، غير أن المراهق بين 11 و15 من العمر يمكنه الحصول عليها. وهنا تكرر الدكتورة كلوديا على عدم المعرفة الدقيقة لمدى التاثير الإيجابي أو السلبي لهذا النوع من الألعاب على المراهقين. غير أن الذي يمكن أن يضيء على الناحية السلبية “ما حدث منذ عام في الولايات المتحدة وهي جريمة مروعة ضحاياها أشخاص في صالة سينما “أوروا” في ولاية كولورادو والشخص المنحرف الذي قام بهذا العمل الإجرامي هو شخص مدمن على هذا النوع من الألعاب ومدمن على المشاهد العنيفة”.
تشدد الدكتورة كلوديا على أهمية سن المراهقة الذي تنكشف فيه شخصية الطفل، فالمراهقة هي الكاشف لبنية شخصية الإنسان. والمراهقة هي سن التمرد ومراجعة القيّم والتمرد على القوانين والتمرد على الأهل الخ… تضيف الإخصائية بعلم النفس العيادي والمعالجة النفسية أن المراهقين في يومنا الحالي هم متمردون. وإذا لم تتوفر حدود معينة ولم يتمكن الأهل من حسن التعاطي مع هذا الأمر فإن المراهق يمكن أن يقوم بأعمال طائشة ويمكن أن يكون لهذه الألعاب تأثير على بنية شخصية المراهق. السؤال الذي يجب أن يطرحه الأهل لماذا المراهق يختار هذا النوع من الألعاب العنيفة؟ لماذا العنف؟