مطبخ أخبار الليلة 10-10-2019

دفع الهجوم التركي على مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا أكثر من ستين ألف مدني إلى النزوح من منازلهم، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن حركة النزوح المستمرة منذ الأربعاء تركزت في المناطق الحدودية التي تتعرض للقصف التركي وتشهد اشتباكات، لافتاً إلى أن بلدتي رأس العين والدرباسية باتتا شبه خاليتين من السكان.

ويتوجه النازحون وفق المرصد باتجاه مدينة الحسكة وريفها.

وشاهد مراسل فرانس برس الخميس عشرات المدنيين من نساء ورجال وأطفال في سيارات وشاحنات صغيرة يفرون باتجاه الحسكة.

وبعد مرحلة أولى تخللها قصف مدفعي عنيف وغارات محدودة، أعلنت أنقرة ليل الأربعاء بدء هجومها البري ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا. وتقول إن هدفها إقامة منطقة آمنة بعمق ثلاثين كيلومتراً، ترغب بإرسال قسم من 3,6 مليون لاجئ سوري إليها.

وحذرت 14 منظمة إنسانية وإغاثية في بيان مشترك الخميس من حدوث أزمة انسانية جديدة في شمال شرق سوريا، حيث يعيش 1,7 مليون شخص وفق الأمم المتحدة.

ونبّهت المنظمات، وبينها “كاير” ومرسي كور وأوكسفام ولجنة الإنقاذ الدولية والمجلس الدنماركي للاجئين في التقرير، من أن “ما يقدر بـ450 ألف شخص، يقيمون في عمق خمسة كيلومترات عند الحدود السورية التركية، في خطر ما لم تمارس كل الأطراف أقصى درجات ضبط النفس وتعطي الأولوية لحماية المدنيين”.

وأبدت خشيتها من أن يؤدي تصاعد وتيرة العنف إلى وقف تقديم المساعدات الإنسانية للعدد الأكبر من المدنيين.

وقالت في بيان إن “الاستجابة الإنسانية المنقذة للحياة ستصبح مهددة إذا أجبرت حالة عدم الاستقرار وكالات الإغاثة على تعليق أو تغيير مواقع موظفيها وبرامجها، وهو ما يحصل بالفعل”.

وحذّرت منظمة إنقاذ الطفل “سايف ذي تشيلدرن” في بيان منفصل من “كارثة إنسانية وشيكة”، مشيرة إلى المخاطر التي يواجهها الأطفال في عداد موجات النازحين الأخيرة.

وذكرت أن آلاف المدنيين في المنطقة سبق أن نزحوا لمرات عدة منذ اندلاع النزاع، مشيرة إلى أنهم “مع اقتراب فصل الشتاء، سيواجهون تحديات إضافية أثناء بحثهم عن مأوى”.

ومع تهديد تركيا بالتقدم إلى عمق شمال شرق سوريا، حذّرت لجنة الإنقاذ الدولية الأربعاء من أن الهجوم قد يؤدي إلى نزوح أكثر من 300 ألف شخص.