بوتين يضرب بالقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط
- روسيا مهدت منذ أشهر لضم أراض أوكرانية
- أوكرانيا مستمرة في الدفاع عن أراضيها ما يعني أن الحرب لازالت ممتدة
تسارعت وتيرة الأحداث في الساعات الماضية حول الأزمة الروسية الأوكرانية، خاصة بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم 4 مناطق أوكرانية إلى روسيا.
بوتين مهّد منذ أشهر لهذه الخطوة التي ما إن وقّع على وثائق ضم المناطق، قام بدعوة أوكرانيا إلى العودة لطاولة المفاوضات، وهو ما قوبل بالرفض بشكل سريع من كييف التي تتمسك بسيادتها وحرية أراضيها غير المشروطة.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إنه سيوقع طلب عاجل إلى حلف شمال الأطلسي، فيما توعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بوتين بدفع ثمن باهظ بعد ضمه الأراضي الأوكرانية.
هذه كانت محاور حلقة ستديو الآن التي بُثت صباح السبت، وتناول فيها الزميل سيف الدين ونوس تداعيات الموقف السياسي، بعد الخطوة الروسية، وذلك مع ضيفيه سعيد سلام مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية، ومنتصر البلبل الناشط السياسي والحقوقي.
من ناحيته قال سعيد سلام مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية: “ما جرى من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإعلان ضم مناطق أوكرانية كان متوقعاً وكان يجري الحديث عنه منذ عدة أشهر”.
وأضاف: “من ناحية أخرى السلطات الأوكرانية حذرت من أنه لن يكون هناك أي مفاوضات مع الجانب الروسي في حالة إجراء استفتاءات غير شرعية وهو ما قد حدث”.
وأوضح سلام في تصريحاته لـ”ستديو الآن”: “عملية بوتين الأخيرة بضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا، أغلقت باب المفاوضات بينه وبين أوكرانيا، لأنه يسعى إلى التصعيد السياسي إلى أعلى مستوى”.
بينما قال منتصر البلبل الناشط السياسي والحقوقي: “ما يحدث في الفترة الحالية من الرئيس الروسي هي مسرحية يقوم بها للتغطية على خسائره الفادحة في أوكرانيا”.
وأضاف: “الرئيس الروسي في موقف لا يحسد عليه أمام شعبه وأمام العالم أجمع، لذلك كان لابد له من مسرحية للتغطية على فشله”.
وأردف البلبل في تصريحاته لـ”ستديو الآن”: “تصريح الرئيس الأوكراني بأنه لن يترك أرضه إلى روسيا وأنه ماضي في طريقه لاستعادة أراضيه، هو تصريح قوي ويعتبر أن الحرب لازالت قائمة وممتدة، وأن المعركة ليست بالسلاح فقط بل بالمعنويات والروح العالية”.
وفي السياق، استخدمت روسيا حق النقض – الفيتو – لمنع تبني قرار في مجلس الأمن الدولي، يدين قيامها بضم أربع مناطق أوكرانية، فيما امتنعت الصين عن التصويت ومثلها ثلاث دول أخرى.
ومشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة وألبانيا أيدته عشر دول أعضاء مقابل امتناع أربع دول عن التصويت هي الصين والهند والبرازيل والغابون.
كان الفيتو الروسي مؤكدا، لكن القوى الغربية ستشعر بالارتياح لأن موسكو لم تجد دعما من بكين، وستسعى الآن للضغط على روسيا من خلال عرض مشروع القرار على تصويت في الجمعية العامة التي تضم جميع الدول الأعضاء في المنظمة الأممية.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في بداية الاجتماع: “هذه بالضبط المهمة التي أنشئ من أجلها مجلس الأمن، الدفاع عن السيادة وحماية وحدة الأراضي وتعزيز السلام والأمن”.
وأضافت أن “الأمم المتحدة بنيت على فكرة أنه لن يسمح أبدا لدولة ما بالاستيلاء على أراضي دولة أخرى بالقوة”.
من جهته اعتبر سفير روسيا فاسيلي نيبينزيا أن السعي لإدانة عضو دائم في مجلس الأمن أمر غير مسبوق.
وقال “هل تتوقعون بجدية أن تنظر روسيا في مثل هذا المشروع وتدعمه؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقد اتضح أنكم تدفعوننا عن قصد لاستخدام حق النقض لترددوا لاحقا أن روسيا تسيء استعمال هذا الحق”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أكد في وقت سابق الجمعة أن بلاده ستسعى لعرض المشروع على التصويت في الجمعية العامة.
وقال بلينكن للصحفيين في واشنطن “إذا منعت موسكو مجلس الأمن من الاضطلاع بمسؤولياته، فسنطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث لكل دولة صوت، أن توضح أنه من غير المقبول إعادة رسم الحدود بالقوة”.