أوكرانيا تتعرض لغزو روسي منذ 24 فبراير
- هل يمكن ضمّ دولة في حالة حرب وفق “إجراء خاص”؟
- تطالب أوكرانيا بـ”التزام قانوني” ملموس من الأوروبيين
ناقشت حلقة الاثنين، من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدّمها سيف الديون ونوس، تفاصيل مطالبة أوكرانيا بتسريع عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال ونوس في مقدمة الحلقة: “مع استمرار الغزو الروسي تجدد أوكرانيا مطالبتها بروكسل بتسريع ضمها إلى الاتحاد الأوروبي، عن طريق إجراء خاص غير مسبوق في تاريخ التكتل، واقعياً يبدو دخول كييف حاليا إلى الاتحاد الأوروبي “غير واقعي ومتسرّع”، بل قد يُقحم الاتحاد في حرب مع روسيا طبقا لمعاهدة لشبونة التي نصت على “شرط المساعدة المتبادلة” بين أعضاء الاتحاد”.
وأضاف مقدم البرنامج: “كما أن هناك تبياناً واضحاً في مواقف دول الاتحاد حيال الطلب الأوكراني بين مرحّب وداع لتسريع إجراءات الانضمام، وبين رافض ومطالب بالتمهّل، ورغم إظهار المفوضية الأوروبية دعمها لطلب أوكرانيا إلا أن معارضة الدول القوية كألمانيا وفرنسا لن يجعل من المهمة سهلة وسيزيد من الانقسامات داخل الأسرة الأوروبية”.
وفي ختام مقدمته تساءل: “هل يمكن ضمّ دولة في حالة حرب وفق “إجراء خاص” وتجاوز الشروط العادية؟ لماذا يُعدّ طلب انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي معقّدا فعلا؟ ما المخاطر الأمنية والاستراتيجية في تسريع إجراءات الانضمام؟”
من ناحيته قال ميسرة بكور، مدير المركز العربي الأوروبي للدراسات، في حواره مع سيف ونوس لـ”ستديو الآن”، إن أوكرانيا باتت مدمرة، وهو ما يعني صعوبة انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، والذي يتطلب لعضويته مساعدة الدول لبعضها البعض، مشيرًا إلى وجود جبهتين في الاتحاد الأوروبي، إحداها تتزعمها ألمانيا وفرنسا والتي تتساءل عن قدرة أوكرانيا على هزيمة روسيا.
وأضاف أن هناك أكثر من 50 معيارًا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن أوكرانيا تفتقد العديد من المعايير.
وكانت قد وعدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، خلال زيارة مفاجئة لكييف، السبت، برد “الأسبوع المقبل” بشأن ترشح أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بينما تشتد وتيرة الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا.
وقالت فون دير لايين في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: “مناقشات اليوم ستتيح لنا الانتهاء من تقييمنا بحلول نهاية الأسبوع المقبل”.
وتطالب أوكرانيا بـ”التزام قانوني” ملموس من الأوروبيين من أجل منحها سريعًا وضع الدولة المرشحة رسميا للانضمام إلى الاتحاد، غير أن الدول الـ27 منقسمة حيال هذه المسالة.
وأوضح غيث أحمد مناف، رئيس المنظمة الدولية لحماية حقوق الإنسان في أوكرانيا، في حواره مع سيف الدين ونوس، لـ”ستديو الآن”، أن ما حدث سابقا في ماريوبول يحدث الآن في سيفيرو دونيتسك، مشيرًا إلى أن إطالة أمد الحرب يضر بكثير من المدن الأوكرانية.
وأوضح أن هناك معارك “طاحنة” في سيفيرو دونيتسك، والتي أصبحت مدمرة بشكل شبه كامل.
وحتى إذا حصلت أوكرانيا على “وضع المرشح”، ستبدأ عملية مفاوضات وإصلاحات محتملة قد تستغرق سنوات إن لم يكن عقودًا قبل ضمها إلى الاتحاد الأوروبي. ونبّه كثير من دول الاتحاد كييف إلى أنّه لن يكون هناك مسار “سريع” لانضمامها.
لكنّ فون دير لايين قالت: “نريد دعم أوكرانيا في مسارها الأوروبي. نريد النظر نحو المستقبل”.
وأكدت أن السلطات الأوكرانية “فعلت الكثير” بهدف ترشح البلاد لكن “ما زال هناك الكثير لتفعله”، خصوصا على صعيد مكافحة الفساد.
عدتُ إلى كييف (.) وسنعرض العمل المشترك الضروري لإعادة الإعمار والتقدم الذي أحرزته أوكرانيا على طريق أوروبا
أورسولا فون دير لايين
رئيسة المفوضية الأوروبية
ويفترض أن تبدي المفوضية الأوروبية رأيها بشأن هذه المسالة في الأيام المقبلة، قبل أن يقرر قادة الاتحاد ما إذا كانوا سيمنحون أوكرانيا وضع المرشح الرسمي في قمة تعقد يومي 23 و24 حزيران/يونيو.
بالنسبة إلى أوكرانيا، فإنّ نيل “وضع المرشّح”سيكون”نقطة انطلاق” لعملية طويلة من المفاوضات والإصلاحات، بسحب ما قال زيلينسكي في رسالة بالفيديو مساء السبت، مضيفا “سنعمل بجدية أكبر على المستويات كافة (.) إنه أمر مهم جدا بالنسبة إلينا”.
ميدانيا، تصاعد القتال في شرق أوكرانيا بينما لا يزال الجيش الروسي يقصف ضواحي خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا.
وتعرضت المنطقة المحيطة بمدينة تشورتكيف، بمنطقة ترنوبيل غربي أوكرانيا، للقصف مساء السبت، حسب ما قال الحاكم الإقليمي فولوديمير تروش.
وفي إشارة إلى إصرار موسكو على وضع يدها على ما يعتبره الكرملين أرضًا روسية، سلمت الإدارة الموالية لموسكو في خيرسون السبت جوازات سفر روسية لعدد من سكان هذه المدينة التي تحتلها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، وفق ما ذكرت وكالات الأنباء الروسية.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية تاس أن 23 من سكان خيرسون تسلموا جوازات السفر الروسية الأولى خلال مراسم، في “إجراء مبسط” أتاحه مرسوم وقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نهاية أيار/مايو.
كما يبني الجيش الروسي مستشفى في لوغانسك شرقي أوكرانيا.
من جهتها قالت إدارة المخابرات العسكرية في وزارة الدفاع الأوكرانية “ما زالت روسيا تتمتع بإمكانات كافية لشن حرب طويلة على بلادنا”.