الصين تمارس القمع والترهيب على الإعلاميين
- الصين تحتل المرتبة 177 من أصل 180 في مؤشر حرية الصحافة العالمي
- بكين تجبر الصحفيين على أن يكونوا الناطقين بلسان الحزب الشيوعي الحاكم
أعلنت إدارة موقع ستاند نيوز الإخباري في هونغ كونغ أنها قررت إغلاق الموقع الذي يعد أحد آخر وسائل الإعلام المستقلة في هونغ كونغ بعد قيام الشرطة بمداهمة المقر وإلقاء القبض على سبعة أشخاص من بينهم صحفيون حاليون وسابقون لاتهامهم بالتآمر لنشر أخبار تحريضية وشارك نحو 200 رجل شرطة في مداهمة مقر الموقع .
سابقا في العام الجاري 2021 داهم مئات من رجال الشرطة موقع أبل دايلي الإخباري في هونغ كونغ وبعد المداهمة بأيام قليلة جرى إغلاق الصحيفة وجمدت أصولها واعتقل قادة طاقم التحرير ومنذ ذلك الحين بقت ستاند نيوز المنصة الإخبارية الوحيدة التي تسمح بمنشورات مؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ بعدما كانت المدينة مقرا لعدد من المنصات الإخبارية المؤيدة للحراك الشعبي المطالب بالديمقراطية في الجزيرة والذي أدى لمظاهرات حاشدة عام 2019 .
ووصف تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود”، الصين بأنها “أكبر خاطفة للصحفيين في العالم” مع ما لا يقل عن 127 مراسلا محتجزا حاليا، مشيرا إلى أن الصين حققت تراجعا كبيرا فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير خلال العامين الماضيين، مما جعلها تحتل المرتبة 177 من أصل 180 في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2021.
ويكشف التقرير المكون من 82 صفحة، عن حملة قمع غير مسبوقة قادها النظام الصيني في السنوات الأخيرة ضد الحق في الحصول على المعلومات، وانتهاكاته المتسارعة ضد التزاماته الدولية لحرية الرأي والتعبير.
ويركز التقرير على أدوات النظام الصيني في قمع الصحفيين وتدهور حرية الصحافة في هونغ كونغ، التي كانت في يوم من الأيام نموذجا لحرية الصحافة، لكن سجونها باتت تضم عددا متزايدا من الصحفيين، الذين يتم اعتقالهم تحت مسمى “الأمن القومي”.
وتكشف “مراسلون بلا حدود” أيضا عن استراتيجية بكين للسيطرة على الوصول إلى المعلومات داخل حدودها وخارجها، في الوقت الذي تدعو فيه المنظمة السلطات الصينية إلى التراجع عن سياساتها القمعية.
ومن ضمن الاستراتيجيات التي اتبعها النظام الصيني للسيطرة على الصحافة، وإجبار الصحفيين على أن يكونوا الناطقين بلسان الحزب الشيوعي الحاكم، حتمية خضوع الصحفيين قريبا لتدريب سنوي لمدة 90 ساعة يركز على دراسة أيديولوجية الحزب الشيوعي، وذلك من أجل تلقي وتجديد بطاقاتهم الصحفية، كما يُطلب من الصحفيين استخدام تطبيق إلكتروني دعائي، يمكنه جمع بياناتهم الشخصية.
يقول عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين في مصر محمد عبد الحفيظ لبرنامج ستديو الآن إن مرحلة حرية الصحافة في هونغ كونغ انتهت، وستتحول باقي المنصات الصحفية إلى الإعلام الموجه للنظام الصيني
ويقول الكاتب والمحلل السياسي توفيق قويدر شيشي لبرنامج ستديو الآن إن الاتفاقيات الدولية تسمو على الدستور، وعلى الصين تفعيل اتفاق تسليم هونغ كونغ من بريطانيا الذي اشترط ضمان حرية التعبير والتجمع السلمي.