الأكيد أنّ الحروب حول العالم مستمرة، لا سيما بين الدول الكبرى أو العظمى، وتدخل الصين على خطّها بقوة، فيما الدول الصغيرة تبقى مساحات تتقاطع فوقها مصالح المتصارعين. أهداف تلك الحروب متقاربة متشابهة ولو تغيّر الوقت وتبدّلت الظروف… الشيء الوحيد الذي اختلف ربّما، أشكالها.

فالحروب اليوم إقتصادية بامتياز تدخل على خطوطها المضائق والموانىء والسلع والمنافسة في الأسواق وكل ما له علاقة بالتجارة العالمية، وذلك ما تقوم به الصين في الدول حول العالم: يد ناعمة تظن أنها تداعب عنق الدول، لكنّها سرعان ما تقبض على الأنفاس إذا ما سارت عكس تيار بكين السياسي، أو وجهت إنتقاداً لسياساتها.

ما حصل في باكستان وكينيا واليونان ومونتينيغرو و ليتوانيا وأستراليا وتونس وغيرها من الدول، دلائل دامغة تشكّل أمثلة قوية وتوجب الحذر لتجنّب السقوط في فخ الديون.

في آذار العام الجاري نُشرت دراسة شارك فيها عدد من أهم الخبراء والباحثين، وهي امتدت على 85 صفحة، ساهم فيها عدد من المؤسسات المعنية، بينها مختبر الأبحاث aiddata، ومكتب الشؤون الخارجية في بريطانيا، ومركز القانون في جامعة جورج تاون.

تفيد تلك الدراسة بأنّ الصين هي أكبر دائن رسمي في العالم، وتستند إلى جمع وتحليل 100 عقد، بين الكيانات المملوكة من قبل الدولة الصينية، والمقترضين الحكوميين في 24 دولة نامية، تتوزع بين أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية وأوقيانوسيا، وتمّت مقارنة هذه العقود مع تلك الخاصة بالدائنين الآخرين، الثنائيين ومتعددي الأطراف والتجاريين.

المحلل الاقتصادي الجزائري الدكتور عبد الرحمن عية في لقاء مع أخبار الآن اعتبر أن ديون الصين على الدول حول العالم تحمل بعداً استغلالياً للتحكم بالقرار السياسي والسيادي للدول