تنظيم القاعدة يتلاشى بعد 20 عاماً على هجمات 11 سبتمبر

صحيح أنّ حركة طالبان اكتسحت أفغانستان بين ليلة وضحاها لكن الأمر الثابت حتى الآن أنّ التخبط على مختلف الأصعدة هو الذي يحكم المشهد في البلاد التي يفر منها الأفغان في مشهد وصف بالهروب الكبير.

وقبل عشرين عاماً اتسمت فترة حكم طالبان بأعمال وحشية ضد النساء اللواتي حققن نجاحاً وتقدماً كبيراً بعد الإطاحة بطالبان بمعنى آخر أنهن حققن مكتسبات على مدى كل هذه السنوات وفجأة انهار كل شيء وانعدم الأمل.

استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان أصبح أمراً واقعاً وبالتالي العالم ينظر إلى طبيعة الخطوات التي ستتخذها طالبان في حكم البلاد ليتحدد الموقف منها فيما ينتظر الأفغان لا سيما النساء أيضاً خطوات عملية تشير لاحترام حقوق النساء. إلا أن المتحدث باسم طالبان قال منذ قليل إنه لا يمكن التكهن ما إذا كانت الحكومة المقبلة ستضم نساء\ والقرار النهائي بيد كبار القادة.

20 عاماً مرت على هجمات 11 سبتمبر التي شنها تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة في عام 2001 وراح ضحيتها نحو ثلاثة آلاف شخص، تلك الهجمات الإرهابية التي تعتبر الأكثر دموية في تاريخ البشرية، تسببت أيضا في إصابة أكثر من ستة آلاف شخص، وخسائر مادية قدرت بـ 10 مليارات دولار.

لكن التنظيم المتطرف اليوم يواجه حالة من الفوضى والتشتت والضياع، فقد قضي على فرع التنظيم في سوريا في يونيو/حزيران من قبل قوة منافسة، كما تعرض لهزيمة في اليمن على يد متمردين بعد وقت قصير من مقتل زعيم التنظيم هناك في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة، وقتل زعيم التنظيم في شمال أفريقيا في غارة فرنسية بمالي في يونيو /حزيران، ولم يعلن بعد خليفة له هناك.

 

 

أيضاً غاب وبشكل غير متوقع، زعيم التنظيم أيمن الظواهري عن الأنظار لشهور، ما زاد من التكهنات حول احتمالية أن يكون ميتاً أو أصبح عاجزاً، حتى خطاباته نفسها التي كان يلقيها من وقت لآخر لم تكن بالمستوى المعهود بالنسبة لأنصاره، إذ كان يجتر الكلام نفسه عن الجهاد ومحاربة الكفار وقتال الصليبيين في ديارهم لى حد قوله.

في سوريا، أخفق تنظيم القاعدة، الذي كان ممثلاً هناك بفرعه غير المعلن “حراس الدين”، في أن يحقق أي نجاحات. ويأتي ذلك نتيجة لتنافسه مع تنظيمات متشددة على الساحة من جهة، وخضوع مسؤولي التنظيم للمراقبة الدقيقة من قبل قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من جهة أخرى، كما لا تحظى الجماعة بشعبية على الأرض.

أما فرع التنظيم في اليمن، تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فكان يوماً ما أكثر فروع التنظيم التي يخشى منها، إلا أنه استهدف بعدة ضربات ويعتبر حالياً أحد أقل فروع التنظيم نشاطاً، كما خسر قائده الذي قتل في ضربة بطائرة أمريكية مسيرة، إضافة إلى خسارته معقله في محافظة البيضاء وسط اليمن وهي حالياً في قبضة الحوثيين.

كما خسر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وهو واحد من أقل فروع التنظيم نشاطاً، قائده الجزائري عبد الله دروكدال في غارة فرنسية في مالي، لكن ومع مرور ثلاثة أشهر حتى الآن، لم يعلن التنظيم خليفة له.