امبراطورية أسامة بن لادن كانت موجودة في أوهامه فقط
أسامة بن لادن.. نمر من ورق بنى امبراطوريته الخاصة به في عقله وأحلامه، تبعه كثيرون ليكتشفوا بعد مدة أنه لا يصلح لقيادة تنظيم جهادي متطرف على مستوى العالم، لتبدأ الخلافات داخل تنظيم القاعدة والانشقاقات وإن كانت لم تظهر إلى العلن بداية الأمر.
10 سنوات على مقتل أسامة بن لادن، و رغم أن الغموض لازال يكتنف جوانباً عديدة من قصة صعود وأفول نجم زعيم تنظيم القاعدة المؤسس، حتى بعد نشر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جزءًا من وثائقه السرية (وثائق آبوت آباد)، والتي تكشف زيف أسطورة “بن لادن” التي يحاول تنظيمه المأزوم استثمارها بين الحين والآخر.. إلا أن الثابت الوحيد أنه كان بطلاً وهمياً لا يقوى على مجابهة من كان يصفهم بالأعداء أو الدخول في ساحات القتال.
أسامة بن لادن ليس أكثر من شخصية عادية تسيطر عليها النرجسية التي يحاول تسويقها للعالم عامة ولأبنائه وأتباعه بشكل خاص، عرف كيف يستثمر حالة الزخم والهالة التي صاحبت بروزه كقائد لتنظيم جهادي عابر للحدود الوطنية، ومن ثم عمد لتحقيق أقصى استفادة منه عبر استثمار أمواله وتوظيف منصات تنظيمه الدعائية، لإعادة رسم ملامح شخصيته وفقاً لتصوره المبالغ فيه عن نفسه.
أسامة بن لادن.. شخصية دعائية أكثر منها قيادية
حرص زعيم القاعدة على عرض كلماته وخطاباته الإعلامية على قادة التنظيم، ليصوبوها له ويضيفوا عليها العبارات الرنانة، لكي تلهب حماس مؤيديه الذين يترقبون ظهوره الإعلامي بين الفينة والأخرى.
وبهذه الطريقة، حظت شخصية الثري العربي القابع فوق ذرى جبال الهندكوش بتركيز دعائي لم تحظى به شخصية جهادية أخرى، وأضيفت عليه أوصاف ذات بريق خاص كـ”مجدد الزمان، وقاهر الأمريكان بتعبير المنظر الجهادي فارس آل شويل (أبوجندل الأزدي) الذي دعا لترجمة كتاباته عن “بن لادن”، فضلاً عن قائمة طويلة من الأوصاف النخبوية تعددها الإصدارات المرئية والأناشيد والمطويات والكتب الترويجية التي نشرتها العشرات من المؤسسات الإعلامية الرسمية وشبه الرسمية والمناصرة احتفاءً بزعيم القاعدة، على مدار سنوات مسيرته المثيرة للجدل.
وبينما كان أسامة بن لادن يبحث فكرة إنتاج إصدار ترويجي حول سيرته الذاتية، داهمت وحدة خاصة من القوات الأمريكية مخبأه في باكستان وتمكنت من قتله، وبعد أقل من شهر على تلك الواقعة، خرج رفيقه“أيمن الظواهري” في إصدار مرئي يوثق من جديد رواية القاعدة الرسمية لأسطورة “بن لادن” الدعائية التي لا تزال تحظى بشيء من البريق عند بعض الجهاديين الذين ينتظرون زعيماً جديدًا يقودهم لنصرة المستضعفين، بعد سقوط الآخر في آبوت آباد!