ستديو الآن 15-07-2020
مع انتشار واسع لفيروس كورونا في دول الجوار، يتخوف السكان في محافظة إدلب، من تفشي الجائحة بعد تأكيد تسجيل أولى الإصابات في المحافظة التي تقع شمال سوريا.
وكانت منظمات إغاثية تعمل في الشمال السوري، قالت إن طبيباً أصيب بالفيروس مطلع الأسبوع الحالي في مستشفى داخل بلدة في إدلب بالقرب من الحدود التركية.
وقال مسؤول في منظمة الصحة العالمية، إن المستشفى الذي يعمل فيه الطبيب قد أغلق.
مخاوف السكان في إدلب، تمحورت حول الانتشار السريع للفيروس، وخاصة مع تردي الأوضاع المعيشية في المحافظة السورية، وعدم وجود نظام صحي متكامل يكفل السيطرة على كوفيد-19 ويحد من انتشاره في ظل الكثافة السكانية التي تشهدها المناطق الحدودية نتيجة موجات النزوح.
الفقر وقلة المساعدات، تقف عائقاً أمام اتباع المدنيين في إدلب لوسائل الوقاية، وخاصة أن بعض تلك الوسائل يعتبر مكلفاً للأهالي الذين يعانون الأمرين، مع غياب للمنظمات المهتمة بتقديم وسائل الوقاية من معقمات ومنظفات وكممات.
وضمن السياق السابق، أوضح خالد الخالد، وهو مواطن يعيش في إدلب، كيف أطبقت الظروف الصعبة على المحافظة، وقال لأخبار الآن: “المدنيون يتخوفون بشكل كبير من مرض كورونا وانتشاره، وخاصة أن تأمين المواد الأساسية للوقاية من الوباء كالمنظفات والكمامات والمعقمات ليست بالأمر السهل في ظل الغلاء وتردي الأوضاع المعيشية”.
على الجانب الآخر، يحاول القطاع الصحي اتخاذ إجراءات احترازية، كمنع استقبال أي حالة طبية غير طارئة، والاقتصار على الحالات الإسعافية منعاً للتجمعات، بالإضافة لإنشاء مراكز عدة للحجر الصحي في مناطق متفرقة لاستيعاب الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس.
وقال مدير مشفى “الرحمة” الدكتور أحمد غندور لأخبار الآن: “اليوم بعد تأكيد أول أربع إصابات بفيروس كورونا في الشمال السوري، نتوقع أن تكون هناك حالات أخرى مصابة بالفيروس ولكن لم يتم تأكيد تشخيصها حتى الآن، خاصة أن المناطق المجاورة لإدلب كلها تعتبر مناطق تكتظ بأعداد كبيرة من مصابي كورونا”.
وأضاف: “نحن رفعنا من مستوى الإجراءات الاحترازية، كتخفيف التجمعات، وإيقاف العيادات الطبية، إضافة إلى التأكيد على ضرورة استخدام وسائل الوقاية الشخصية ومنع الزيارات وإجراء تحاليل للحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس”.
الدفاع المدني السوري أو ما يعرف بـ “الخوذ البيضاء”، قامت بحملات تعقيم شملت الأسواق والمدارس والجامعات ودور العبادة والمخيمات التي تعتبر بيئة مناسبة لانتشار الفيروس.
الحال في المخيمات لم يكن أفضل من المدينة، لاسيما تلك التي تكتظ بالنازحين والذين قدر عددهم في مجمل المخيمات بنحو مليون وأربعين ألف نازح، إضافة إلى افتقار تلك المناطق لأساسيات النظافة، وانعدام شبكات الصرف الصحي فيها.
نازحة تعيش في أحد المخيمات وتدعى ميادة اليوسف، قالت لأخبار الآن: “الناس يتخوفون من وصول كورونا إلى المخيمات، لا يوجد سسل للمنظفات. الصرف الصحي في المخيمات سيئ للغاية إضافة إلى الاكتظاظ السكاني الهائل في الخيم. هناك نقص شديد في المياه والأدوية الطبية والمستلزمات الأساسية للحياة”.
من جانبه، تحدث أحد النازحين ويدعى محمد الصالح لأخبار الآن قائلاً: “هناك تخوف من كورونا وانتشاره في المخيمات، هناك افتقار شديد للمياه اللازمة للنظافة داخل المخيمات، لا توجد منظمات توزع مواد الوقاية الأساسية داخل المخيمات، كالكمامات والقفازات الطبية وغيرها”.
ويعيش في محافظة إدلب أكثر من أربعة ملايين مدني بين مقيمين ونازحين ومهجرين من مختلف المحافظات السورية، وتتخوف منظمات من انتشار الفيروس داخل المحافظة والذي يمكن أن يتسبب بنتائج كارثية، في بقعة مزقتها سنوات الحرب وقصف ممنهج من قبل قوات النظام السوري المدعومة من روسيا وإيران.