قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنّ اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا وإرسالها قوات إليهما هو “بداية الغزو الروسي لأوكرانيا”، كاشفاً عن أولى العقوبات على موسكو على غرار ما فعل شركائه الغربيون.
وبلغت الخشية من تصعيد عسكري في أوكرانيا التي يحتشد عند حدوها 150 ألف جندي روسي بحسب واشنطن، ذروتها مع اعتراف بوتين باستقلال منطقتي لوهانساك ودونيتسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وأشارت إدارة بايدن إلى عدم جدية روسيا في العمل لتجنب نشوب نزاع عبر الإعلان عن إلغاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اللقاء الذي كان مقرّراً بينه وبين نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف هذا الأسبوع.
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إنّ “كلّ الدلائل تشير إلى أن روسيا تواصل التخطيط لهجوم واسع النطاق على أوكرانيا”.
وعمدت الدول الغربية على الفور على إقرار دفعة أولى من العقوبات ردا على الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين حيث تتواجه كييف مع الانفصاليين منذ ثماني سنوات في نزاع أسفر عن سقوط أكثر من 14 ألف قتيل.
وكان أبرز تدبير اتخذ في هذا الإطار، إعلان ألمانيا تعليق خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 لنقل الغاز الروسي إلى اوروبا.
وفي البيت الأبيض أعلن بايدن “دفعة أولى” من العقوبات تهدف إلى منع موسكو من الحصول على أموال غربية لتسديد دينها السيادي.
وحذّر مسؤول أمريكي كبير من أنّ العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على مصرفين روسيين سيتّسع نطاقها لتشمل القطاع المصرفي الروسي بأكمله إذا مضت موسكو أكثر في غزوها لأوكرانيا.
غوتيريش مخاطباً بوتين: مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ليست قائمة طعام إنتقائية
وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش الثلاثاء انتقاداً شديد اللهجة إلى موسكو بقوله إنّ “مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ليست قائمة طعام انتقائية” يمكن للكرملين أن يختار منها ما يشاء
مطالباً روسيا بالتزام هذا الميثاق “بالكامل” في ما خصّ العلاقة مع أوكرانيا.
وقال غوتيريش للصحافيين إنّ “مبادئ ميثاق الأمم المتحدة لا يمكن تطبيقها انتقائياً”، مشدّداً على أنّ الدول الأعضاء وافقت عليها جميعاً وعليها جميعاً تطبيقها”.
وأضاف الأمين العام أنّ “قرار روسيا الاتحادية الاعتراف بما يسمّى باستقلال مناطق معينة من منطقتي دونيتسك ولوهانسك يشكّل انتهاكاً لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها”.
محلل سياسي: إجراءات بوتين عدوانية للغاية ويمكن أن تنطوي على عمل عسكري
تستمر ردود الأفعال الدولية على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأعلن فيه اعترافه باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين شرقي أوكرانيا.
ويرى محللون أن بوتين كان متوتراً وغاضباً أثناء الخطاب الذي ألقاه الاثنين.
في مقابلة مع أخبار الآن يقول المحلل السياسي يوجين تشوسوفسكي إن ما يشغل بال الجميع الآن هو الخطوة المقبلة للرئيس بوتين.
يؤكد تشوسوفسكي أن ما فعله بوتين يوم الاثنين (الاعتراف بإقليمي دونيتسك ولوهانسك) وضع الأساس السياسي للتحرك عسكرياً أكثر في أوكرانيا، إذا ما أراد ذلك، لذا فإن الاعتراف باستقلال إقليمي دونيتسك ولوهانسك مهد الطريق للانتشار العسكري الروسي هناك.