مع دخول لبنان دوامة الانهيار، باتت طرابلس عاصمة الشمال منطلقا لهجرة اللبنانيين بطرق غير نظامية وقبلة للمهربين.
فالضائقة الاقتصادية دفعت بعض المواطنين إلى خوض رحلة محفوفة بالمخاطر، على أمل كسب صفة “لاجئ” في بلد أوروبي بدل البقاء في وطنهم.
وبعد أن عرفت لسنوات بـ”طرابلس الفيحاء” و”مدينة العلم والعلماء” أصبح اللقب الأكثر شيوعا والأشدّ تعبيرا عن واقع المدينة اليوم هو “طرابلس أمّ الفقير”.
عاصمة الشمال التي وصفها الشاعر نزار قباني بقارورة طيب تعبق برائحة زهرات النارنج والليمون هي اليوم قابعة بين ضفاف الفقر والحرمان والاهمال.
وبدلا من أن تكون إحدى لآلئ البحر المتوسط، هي اليوم إحدى أفقر مدن هذا البحر.
أفقر المدن اللبنانية تحولت خلال السنوات الماضية إلى منطلق لقوارب الهجرة غير النظامية في البحر، فقوارب الموت باتت تنطلق من طرابلس حاملة معها آمال لبنانيين يحلمون بغد أفضل بعد أن حطمت الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد طموحاتهم واحلامهم.
في هذه الحلقة من برنامج “النقاش مع جنان موسى” يدور النقاش حول قوارب الموت التي باتت تنطلق من لبنان، وضيوفها توفيق دبوسي رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي، عميد الدندشي أحد الناجين من القارب الذي غرق ليل السبت 23 أبريل قبالة سواحل مدينة طرابلس، بالإضافة إلى الصحفي اللبناني مروان حيدر.
وخلال الحلقة قال عميد الدندشي أحد الناجين وفقد 3 أطفال في حادث غرق القارب قبالة سواحل طرابلس إن عملية المطاردة من قبل الجيش كانت “عملية إغتيال ممنهجة”، مضيفا” قتلتني، قتلت أطفالي وقتلت حلمي”.
من جانبه أكد توفيق الدبوسي أن طرابلس تعاني من سوء إدارة وأن الدولة فشلت في إدارة وطن وحولته إلى عصابات.
أما الصحفي مروان حيدر فقد أشار إلى أن المسؤولين هم من أوصلوا مدينة طرابلس إلى ما هي عليه اليوم، لافتا إلى أن أحد أغنياء المدينة يمتلك أهم العقارات ولا يسمح باستثمارها بهدف إبقاء المدينة بحالة “موت سريري”.
شاهدوا أيضا: “في النقاش” يفتح قضية ارتفاع وتيرة الجرائم ضد النساء في مصر