جنان موسى
المشهد العالمي مع نهاية العام 2021 شبيه إلى حد كبير بالأجواء التي سادت مع بدء انتشار الفيروس منذ عامين، مع فارق جوهري، هو أن البشرية التي عانت أشد المعاناة من تبعات الإغلاقات الطويلة منهكةٌ إلى حد لا تتخيل معه الصمود في معركة أوميكرون الجديدة التي قد تمتد لأشهر من العام الجديد، وهذا ما يفسر مشاعر الخيبة التي تسيطر على الكثيرين حول العالم الذين انتظروا طويلاً لرؤية الضوء في نهاية النفق، وإذ بهم يغرقون في الظلام من جديد.
فمرة أخرى يقف العالم مرتبكاً في جولة يبدو أن فيروس كورونا ربحها بالفعل من خلال المتحور الجديد الذي بات حديث الناس مؤخراً، أوميكرون ينتشر بسرعة، وتوقعات بأن يكون السلالة المسيطرة على العالم خلال شهور قليلة.
فما هي خصائص هذا المتحور الجديد؟ وما الفارق بينه وبين دلتا وباقي المتحورات التي سبقته؟ والسؤال الأهم، هل أثبتت سياسة الإغلاقات التي بدأت باعتمادها دول عديدة حول العالم نجاعتها أم أن تبعاتها الاقتصادية المدمرة أصبحت توازي بخطورتها التهديدات الذي يمثلها المتحور الجديد؟
كلها أسئلة نوجهها لضيوفنا في حلقة جديدة من النقاش مع جنان موسى، من لندن أستاذ الاقتصاد السياسي الدكتور ناصر قلاوون، ومن تولوز الباحثة في البيويلوجيا الجزئية و العلوم السرطانبة الدكتورة أصالة لمع، من عمان مستشار العلاج الدوائي للأمراض المعدية الدكتور ضرار حسن بلعاوي.
هل أنت مع سياسة الاغلاقات لمواجهة أوميكرون رغم التقارير الأولية التي تقول بعدم خطورته مقارنة بدلتا وغيرها من المتحورات ؟ ولماذا؟
أصالة:
هل لك أن تشرحي لنا الفارق البيولوجي بين اوميكرون ودلتا؟ ولماذا هو أقل فتكا وأسرع انتشارا؟
ضرار:
ما هو المتحور الأخطر برأيك؟ المتحور الأقل فتكا وأكثر انتشارا كأميكرون أو الأكثر فتكا والأقل انتشارا كدلتا؟ وما هي نسب الاستشفاء والوفيات مفارنة بدلتا؟
ناصر:
بريطانيا سجلت هذا الأسبوع الرقم الأعلى في عدد الإصابات منذ بدء الجائحة ولكن الحكومة البريطانية لم تشر إلى نيتها بتشديد الإجراءات إلى الآن, هل هذا الأمر نابع عن خوف عندها من زيادة المتاعب الاقتصادية التي تشهدهل البلاد خصوصا بعد بريكست؟ ألن يعيدنا ذلك إلى نقطة الصفر في مواجهة اللقاح وبالتالي الاضطرار ألى اغلاقات اكثر قسوة ستضر الاقتصاد أكثر؟
أصالة:
ألا يمثل متحور ذو عدد وفيات منخفض كأوميكرون الفرصة المناسبة لمحاولة تطبيق نظرية مناعة القطيع التي نادى بها بعض العلماء قي بداية الجائحة؟
ضرار:
هل ظهور أوميكرون ودلتا وغيرهما من المتحورات في بلاد بنسب تطعيم منخفضة كالهند وجنوب أفريقيا مؤشر على أننا أمام متحورات أخرى اذا لم يتدارك العالم مشكلة عدم انعدام عدالة توزيع اللقاحات؟
ناصر:
نفس النقطة عندك دكتور, ألا تعتقد ان المشكلة تتعدى الخلاف حول الإغلاق أو عدمه إلى مشكلة التركيز على الجانب الربحي عند الدول والشركات المصنعة للقاح مما سيؤدي الى تزايد الهوة في نسب التلقيح بين الدول الغنية والفقيرة وظهور متحورات جديدة و عودة الى نفس الحلقة المفرغة؟ ما الحل برأيك؟
جولة على أبرز متحورات فيروس كورونا منذ ظهوره حتى الآن في التقرير التالي:
سؤال لضرار وأصالة:
ما هي الطريقة لاقناع الناس المتعبة من الاغلاقات و التي تأذت في جوانب مالية وعائلية ونفسية من هذه الاغلاقات من فعاليتها خصوصا عندما تواجهون بارقام وفيات متدنية ومقارنات مع أمراض معدية عادية كالانفلونزا؟
سؤال لناصر:
ما هي الخسائر الاقتصادية المتوقعة جراء الاغلاقات الناتجة عن اوميكرون, ان من ناحية فقدان ناس عملها أو خسارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة امكانية الاستفادة من الموسم الأهم وهو موسم الأعياد؟
أصالة:
هل اللقاحات المعتمدة حاليا أثبتت فعاليتها مع أوميكرون أم أننا بحاجة الى تغيير تركيبتها لزيادة هذه الفعالية؟ وما الوضع الوبائي في فرنسا الآن؟ هل الامور تتجه إلى اغلاق أم أن الطاقة الاستيعابية للمستشفيات ما زالت تحت السيطرة؟
ضرار:
دكتور نحن نشهد انتشارا كبيرا لأميكرون واغلاقات بسببه في البلاد الأوروبية بينما الوضع في العالم العربي ما زال شبه طبيعي وعدد الحالات ما زال منخفضاً نسبياً؟ ما السبب بذلك؟ وهل تتوقع عودة بعض البلاد العربية لاغلاقات جزئية أو كاملة قريباً؟
ناصر:
فرنسا وألمانيا وضعت شروطا مشددة على دخول المواطنين البريطانيين الى أراضيها مما سيصعب بطبيعة الحال بعض جوانب العلاقات التجارية والصناعية وغيرها، ألا تشكل اجراءات كهذه خطرا على الاقتصاد يتعدى بكثير ما يمكن أن يتسببه اغلاق جزئي لأسبوعين أو أقل؟
سؤال لأصالة وضرار.. هل أثبتت الدراسات التي أجريت على الحوامل والمرضعات فعالية وأمان تلقيهن للقاحات؟ وهل هناك من لقاحات أفضل من غيرها في خذا الجانب؟