كيف نتأكد من مصادر الخبر؟
المعلومات المضللة سيئة وهي موجودة منذ زمن، أي قبل السوشيال ميديا، عندما نتحدث عن المعلومات الخاطئة، نتحدث عن شيء لم يحدث أبداً أو شيء مضلل تماماً، مثلاً قد نصادف هذا الخبر: “الهررة اخترعت الانفلونزا للقضاء على البشر”، طبعاً من غير المحتمل أن يكون هذا الخبر صحيحاً لكن للأسف إذا ما كُتب على صفحة على فيسبوك، فمن الممكن أن يصدقه كثيرون!
القاعدة الأساسية للصحافي هي: إذا كان ما تراه أتى من مؤسسة إخبارية سمعت عنها ومحترمة، فمن المرجح أن تكون معلومات موثوقة.
نصيحة إضافية: ابحث عن مصدر ثاني للخبر.
يمكن أن تظل التقارير الخاطئة موجودة وقد تُحذف عن الموقع الذي نشرها، ولكن في حال تمت مشاركتها فور نشرها، فهناك قسم من الناس سيظن أنها حقيقة وقد لا يعرف هذا القسم ان الخبر تبين أنه كاذب وأنه حُذف.
في هذه الايام، يمكن لأي شخص الاتصال بالإنترنت والإبلاغ عن أي شيء، مثلاً: على مجموعات تطبيق واتساب، تصلنا جميعاً أخبار من نوع “ذكر تلفزيون كذا أن الفنانة اليسا اعتزلت الفن وهاجرت نهائياً من لبنان”، بدلاً من تصديق كل قصة على الواتساب وارسالها لأناس آخرين، ادخل إلى الموقع الذي ورد اسمه في متن الخبر وابحث عن هذا الخبر تحديداً، إذا لم يظهر أي شيء له علاقة بهذا الخبر، فهناك احتمال كبير أن تكون القصة مختلقة.
ما هي النصائح التي تخوّل الصحافيين التأكد من المعلومات أو الأخبار قبل أن ينشروها أو يذيعوها؟
- هناك عشر نصائح:
- إقرأ الخبر.. قد تبدو هذه النصيحة بديهية للوهلة الأولى، ولكن من الضروري قراءة الخبر كاملاً وجيداً قبل تكوين رأي مسبق، خاصة إذا كان عنوانه غريباً.
- التوقّف عند المصدر لفهم مهمته وغايته، أي ابحثوا دائماً عن الموقع الأصلي الذي نشر الخبر: هل هو موجود في الحقيقة؟ هل قام فعلاً بنشر هذا الخبر؟ هل هو المصدر الرئيسي أم نقله عن موقع آخر؟
- القراءة خلف العنوان الرئيسي لفهم القصة كاملةً.
- التحقق من المؤلّفين للتأكّد من هويتهم وتحديد ما إذا كانوا أصحاب مصداقية، أي أن عليكم أن تتعقبوا صاحب الخبر، وتتعرفوا على جديته وميوله من خلال ما يكتبه على مواقع التواصل الاجتماعي، وسيكون تويتر أكثر أداة فاعلة، لذا ابدأوا البحث في الماضي في تغريداته السابقة، واطلعوا على لائحة الأشخاص الذين يتابعهم.
- تقييم المصادر الداعِمة للمزاعم الواردة في الخبر.
- التحقق من تاريخ النشر لمعرفة ما إذا كان الخبر ذا صلة ومحدَّثاً، أحياناً قد يُطرح خبر قديم وكأنه جديد.
- التعامل بتجرد وموضوعية مع الخبر، أو إعادة النظر في أحكامك المسبقة، لمعرفة إذا ما كانت تؤثّر في حكمك على الأمور.
- الاستفسار من الخبراء للحصول على تأكيدات من أشخاص مستقلين من أصحاب المعرفة.
- تحقق من الرابط: يمكن التحقق ما إذا كان الموقع الإخباري حقيقياً أم وهمياً عن طريق الرابط الذي يفترض في الاجمال أن يكون مثل دوت نت أو دوت كوم. وهناك مواقع تستخدم روابط قريبة جداً من مواقع الأخبار الكبيرة، كما حصل مع شركة ABCNEWS خلال انتخابات عام ٢٠١٦ في الولايات المتحدة، إذ نشر موقع آخر يستخدم عنوان “abcnews.com.co” أخباراً وهمية، منها مثلاً: “دفع مبلغ ٣٥٠٠ دولار للناس للاحتجاج ضد ترامب”، كان الخبر كاذباً لكنه استقطب عدد هائل من القراء.
- رقابة الجودة: أثناء القراءة، اسأل نفسك ما هو مستوى الكتابة؟ فعلى سبيل المثال، الإسراف في استخدام علامات التعجب، والأخطاء الإملائية العديدة، هي مساوئ يفترض أن تكون نادرة في عالم الصحافة المشروعة، وهكذا يمكن أن نعرف أن الخبر زائف.
هل هناك أنواع من الأخبار الزائفة؟
- سنتحدث عن سبعة أنواع من الأخبار الزائفة:
- السخرية أو المزاح: هنا اجمالاً لا نية لإلحاق الأذى إنما إطلاق شائعة في سبيل زيادة عدد القراء فحسب. مثلاً: “شيرين وليدي غاغا في ديوتو والأغنية باللهجة المصرية!”.
- الربط الخاطئ أي أن العناوين الرئيسة أو المواد البصرية أو العناوين الفرعية وكلام الصور لا تدعم المضمون.
- المضمون المضلِّل أو استخدام مضلِّل للمعلومات بهدف وضع مسألة أو شخص في إطار معيّن.
- المضمون الخاطئ، أي عندما يُنشر مضمون حقيقي عبر الاستعانة بمعلومات خاطئة.
- المضمون التدجيلي أو انتحال صفة مصادر حقيقية عبر اختلاق مصادر كاذبة.
- مضمون جرى التلاعب فيه أي عندما يتم التلاعب بمعلومات أو صور حقيقية بهدف الخداع، وليس صعباً التأكد مما إذا كانت الصورة (أو الفيديو) صحيحة أو مستعملة في سياق صحيح، من خلال اجراء بحث على Google images.
- المضمون الملفّق وهنا المضمون الجديد كاذب ١٠٠ في المئة، وهدفه الخداع والتسبّب بالأذيّة.
كيف يمكن أن نحد من إنتشار الأخبار الزائفة؟
اظهرت دراسة نشرتها “مجلة العلوم” عام ٢٠٢٠ أن الأكاذيب والشائعات أسرع وأوسع انتشاراً على مواقع التواصل الاجتماعي من المعلومات الحقيقية، لذا يعتبر الاعتماد على الصفحات والمصادر الرسمية والموثوقة دون غيرها أهم سلاح لمواجهة الاخبار الزائفة، فهذه المصادر تعزز الخبر بوثائق أو صور أو فيديوهات موثوقة، وتضع أمامنا الصورة كاملة.
وتبقى توعية الأفراد والمجتمع بخطورة الأخبار الزائفة من الطرق الفعالة لمحاربة هذا النوع من المحتوى والمنشورات، وبالطبع فإن الصحافيين يجب أن يكونوا أول المتمتعين بالوعي وأن تكون أولويتهم المصداقية وتوعية الناس الذين يتابعونهم، ومن الأساسي أيضاً أن نعلّم طلاب الصحافة تطوير الحس النقدي والتفكير النقدي لديهم والبحث عن الحقيقة دائماً.
لمتابعة الحلقة: