برنامج الظهيرة 4-7-2019

يتعرض ريف إدلب الجنوبي وجبل الزاوية لهجوم عنيف تشنه طائرات النظام الحربية والمروحية، أدت إلى دمار كبير في ممتلكات الأهالي، كما أُفرغت بلدات كاملة من سكانها، ونزح إثر هذه الحملة ما يقارب نصف مليون شخص، عددٌ كبيرٌ منهم يسكنون تحت أشجار الزيتون شمالي إدلب.

هكذا مضتْ ليلتهم، وهكذا أصبحوا، هذا ما تبقى من بلدتهم، إحسم بدمارها شاهدةٌ على قصفٍ عنيفٍ طال جميع مقومات الحياة فيها، وقد اقتسمت الظلم بالعدل، فكانت جميع أحيائها ترزح تحت نارِ القصف وبشتى أنواعِ الأسلحة، أبو أحمد كان شاهداً على قصف البلدة منذ بداية الحملة.

أبو أحمد: “بلدة إحسم تعرّضت لعشرات الغارات الجوّية من النظام السوري والروسي، ودُمر منها ما يقارب 40 إلى 50 بالمئة بشكل كامل البلدة خالية من السكان تماما، وخالية من جميع أنواع الخدمات، إحسم قرية منكوبة بكل معنىالكلمة”.

لا يمكنكَ الدخول إلى البلدةِ إلّا وبرفقتكَ جهازٌ لاسلكيٍّلتتلقى التحذيراتِ من خلاله، فخمسُ دقائقَ فقط كفيلةٌ بأن تجعلك هدفاً للغارةِ المقبلةَ

الدخول إلى هذه البلدة بحد ذاته انتحار، إحسم حالها كحال الكثير من البلدات في جبل الزاوية وريف إدلبالجنوبي، قُتلت فيها كل مظاهر الحياة، ونزح جميع أهلهابحثا عن الأمان لهم ولأطفالهم.

آلافُ العائلاتِ في ريف إدلب الجنوبي فرّت من جحيمِالقصفِ وهديرِ الطائراتِ _وحتّى من تحت الرُكام_ إلىمناطقَ يعتبرونها أكثرَ أمناً فمن استطاعَ حملَ أمتعته كانَ أوفرَ حظاَ ممن نجا بروحهِ فقط.

أم عبد الله “بدأ القصف فجأة وكنت أعدّ طعام الغداء لأطفالي، ولم أعد أدري كيف سأخرج من بيتي مع اطفالي، وخرجت أركض في الشارع، وإذ بسيارة قادمة من بعيد يستقلها قرابة الخمسة وثلاثين حملت أطفالي إليها كلٌّ منهم، ولم أستطع ان ولم أستطيع أن أُحضر لهم أي ملابس لي أيضا”.

بعد أن أصبحت هذه العائلات في مأمنٍ من القصفِ باتَ أمامها مسيرةٌ أخرى منَ الخوفِ فالموتُ يلاحقهم في خيامِهِم وفي مناطق لعب أطفالهم نتيجةَ انتشار الأفاعي والعقارب في الأراضي التي ينصبونَ عليها خيامَهم.

أم تامر: “هربنا من بلدتنا خوفا من القصف بالطيران والصواريخ، وأتينا إلى هنا خوفا على سلامة أطفالنا، هنا ايضا بتنا نخاف عليهم من العقارب والافاعي والحشرات، وصباح هذا اليوم تعرضت طفلتي الصغيرة للدغة عقرب، وكما ترون نسكن الآن تحت الاشجار، ونسأل الله الفرج”.

أسئلةٌ عديدةٌ تتبادر إلى أذهان الأهالي، هل سيتوقفُالقصف قريباً ؟! هل لاتزال منازلنا قائمة أو أجزاءَ منها على الأقل؟